النبوّة الخاصّة - الصفحه 198

وقوله : «وكونوا رُحَماء مثل أبيكم الرحيم» إنجيل لوقا ، الاصحاح السادس .
وقوله لمريم المَجدَليّة : «امضي إلى‏ إخوتي وقولي لهم : إنّي صاعد إلى‏ أبي الذي هو أبوكم ، وإلهي الذي هو إلهكم» إنجيل يوحنّا ، الإصحاح العشرون .
فهذه وأمثالها من فقرات الأناجيل تطلق لفظ الأب علَى اللَّه تعالى‏ وتقدّس ، بالنسبة إلى‏ عيسى‏ وغيره جميعاً ، كما ترى بعناية التشريف ونحوه .
وإن كان ما في بعض الموارد منها يعطي أنّ هذه البنوّة والاُبوّة نوع من الاستكمال المؤدّي إلَى الاتّحاد كقوله : «تكلّم اليسوع بهذا ورفع عينيه إلَى السماء ، فقال : يا أبة قد حضرت الساعة ، فمجّد ابنك ليمجّدك ابنك» . ثمّ ذكر دعاءه لرسله من تلامذته ، ثمّ قال : «ولست أسأل في هؤلاء فقط ، بل وفي الذين يؤمنون بي بقولهم ليكونوا بأجمعهم واحداً ، كما أنّك يا أبتِ ثابت فيَّ وأنا أيضاً فيك ليكونوا أيضاً فينا واحداً ، ليؤمن العالم أنّك أرسلتني وأنا أعطيتهم المجد الذي أعطيتني؛ ليكونوا واحداً كما نحن واحد أنا فيهم وأنت فيَّ ، ويكونوا كاملين لواحد لكي يعلم العالم أنّك أرسلتني وأنّني أحببتهم كما أحببتني» إنجيل يوحنّا ، الاصحاح السابع عشر .
لكن وقع فيها أقاويل يتأبّى ظواهرها عن تأويلها إلَى التشريف ونحوه كقوله : «قال له توما : يا سيّد ، ما نعلم أين تذهب ، وكيف نقدر أن نعرف الطريق ؟ قال له يسوع : أنا هو الطريق والحقّ والحياة ، لا يأتي أحد إلى‏ أبي إلّا بي ، لو كنتم تعرفونني لعرفتم أبي أيضاً ، ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه أيضاً ، قال له فيلبس : يا سيّد ، أرِنا الأب وحسبنا . قال له يسوع : أنا معكم كلّ هذا الزمان ولم تعرفني يا فيلبس ؟! من رآني فقد رأى الأب ، فكيف تقول أنت : أرنا الأب ؟ أما تؤمن أنّي في أبي وأبي فيَّ ؟! وهذا

الصفحه من 262