الكلام الذي أقوله لكم ليس هو من ذاتي وحدي ، بل أبي الحالّ فيَّ هو يفعل هذه الأفعال ، آمِنوا بي ، أنا في أبي وأبي فيَّ» إنجيل يوحنّا ، الاصحاح الرابع عشر .
وقوله : «لكنّي خرجت من اللَّه وجئت ، ولم آتِ من عندي بل هو أرسلني» إنجيل يوحنّا ، الاصحاح الثامن .
وقوله : «أنا وأبي واحد نحن» إنجيل يوحنّا ، الاصحاح العاشر .
وقوله لتلامذته : «اذهبوا وتلمذوا كلّ الاُمم وعمّدوهم۱ باسم الأب والابن وروح القدس» إنجيل متّى ، الاصحاح الثامن والعشرون .
وقوله : «في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عنداللَّه ، واللَّه كان الكلمة منذ البدء ، كان هذا عنداللَّه ، كلّ به كان ، وبغيره لم يكن شيء ممّا كان ، به كانت الحياة ، والحياة كانت نور الناس» إنجيل يوحنّا ، الاصحاح الأوّل .
فهذه الكلمات وما يماثلها ممّا وقع في الإنجيل هي التي دعت النصارى إلَى القول بالتثليث في الوحدة .
والمراد به حفظ «أنّ المسيح ابن اللَّه» مع التحفّظ علَى التوحيد الذي نصّ عليه المسيح في تعليمه كما في قوله : «إنّ أوّل كلّ الوصايا : اسمع يا إسرائيل ! الربّ إلهك إله واحد هو» إنجيل مرقس ، الاصحاح الثاني عشر .
ومحصّل ما قالوا به - وإن كان لا يرجع إلى محصّل معقول - : أنّ الذات جوهر واحد له أقانيم ثلاث ، والمراد بالاُقْنوم هو الصفة التي هي نحو ظهور الشيء وبروزه وتجلّيه لغيره ، وليست الصفة غير الموصوف ، والأقانيم الثلاث هي : اُقنوم الوجود ، واُقنوم العلم وهو الكلمة ، واُقنوم الحياة وهو الروح .
وهذه الأقانيم الثلاث هي : الأب والابن والروح القدس : والأوّل اُقنوم
1.المَعْمُوديّةُ : عند النصارى أن يَغْمِسَ القَسُّ الطفل في ماءِ يتلو عليه بعض فِقر من الإنجيل ، وهو آية التنصير عندهم (المعجم الوسيط : ۲ / ۶۲۶).