النبوّة الخاصّة - الصفحه 200

الوجود ، والثاني اُقنوم العلم والكلمة ، والثالث اُقنوم الحياة ؛ فالابن - وهو الكلمة واُقنوم العلم - نزل من عند أبيه وهو اُقنوم الوجود بمصاحبة روح القدس وهو اُقنوم الحياة التي بها يستنير الأشياء .
ثمّ اختلفوا في تفسير هذا الإجمال اختلافاً عظيماً أوجب تشتّتهم وانشعابهم شعباً ومذاهب كثيرة تجاوز السبعين ، وسيأتيك نبأها على‏ قدر ما يلائم حال هذا الكتاب .
إذا تأمّلت ما قدّمناه عرفت : أنّ ما يحكيه القرآن عنهم ، أو ينسبه إليهم - بقوله : (وقالَتِ النَّصارى‏ المَسيحُ ابنُ اللَّهِ ...)الآية وقوله : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إنّ اللَّهَ هُوَ المَسيحُ ابنُ مَرْيَمَ ...) وقوله : (لَقَدْ كفَر الَّذِينَ قالُوا إنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ ...)وقوله : (ولا تَقُولوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا...) - كلّ ذلك يرجع إلى‏ معنىً واحد وهو تثليث الوحدة ، هو المشترك بين جميع المذاهب المستحدثة في النصرانيّة ، وهو الذي قدّمناه في معنى‏ تثليث الوحدة . وإنّما اقتصر فيه على هذا المعنَى المشترك ؛ لأنّ الذي يرد على‏ أقوالهم في خصوص المسيح عليه السلام على‏ كثرتها وتشتّتها ممّا يحتجّ به القرآن - أمر واحد يرد على‏ وتيرة واحدة ، كما سيتّضح .۱

1.الميزان في تفسير القرآن : ۳/۲۷۹ ، انظر تمام الكلام .

الصفحه من 262