إباقه وركوبه الفُلك وإلتقام الحوت له ثمّ نجاته وإرساله إلَى القوم وإيمانهم ، قال تعالى : (وإنَّ يُونُسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ * إذ أبَقَ إلَى الفُلْكِ المَشْحونِ ...) الآيات .
وفي سورة الأنبياء لتسبيحه في بطن الحُوت وتنجيته ، قال تعالى : (وذا النُّونِ إذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أنْ لَنْ نَقْدِرَ علَيهِ فَنادى في الظُّلُماتِ أنْ لا إلهَ إلّا أنْتَ سُبحانَكَ إنّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ * فاسْتَجَبْنا لَهُ ونَجَّيْناهُ مِن الغَمِّ وكذلكَ نُنْجي المُؤمِنينَ) .۱
وفي سورة «ن» لندائه مكظوماً وخروجه من بطنه واجتبائه ، قال تعالى : (فاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ولا تَكُن كَصاحِبِ الحُوتِ إذْ نادى وَهُوَ مَكْظومٌ * لَولا أنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِن رَبِّهِ لَنُبِذَ بالعَراءِ وهُوَ مَذْمُومٌ * فاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصّالِحينَ) .۲
وفي سورة يونس لإيمان قومه وكشف العذاب عنهم قال تعالى : (فلَولا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إيْمانُها إلّا قَوْمَ يُونُسَ لَمّا آمَنوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الخِزْيِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَمَتَّعْناهُم إلى حِينٍ) .۳
وخلاصة ما يستفاد من الآيات بضمّ بعضها إلى بعض واعتبار القرائن الحافّة بها : أنّ يونس عليه السلام كان من الرسل أرسله اللَّه تعالى إلى قومه وهم جمع كثير يزيدون على مائة ألف فدعاهم فلم يجيبوه إلّا بالتكذيب والردّ ، حتّى جاءهم عذاب أوعدهم به يونس ، ثمّ خرج من بينهم .
فلمّا أشرف عليهم العذاب وشاهدوه مشاهدة عيان أجمعوا علَى الإيمان والتوبة إلَى اللَّه سبحانه ، فكشف اللَّه عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا .
ثمّ إنّ يونس عليه السلام استخبر عن حالهم فوجد العذاب انكشف عنهم - وكأنّه لم يعلم بإيمانهم وتوبتهم - فلم يعد إليهم ، وذهب لوجهه على ما به من