النبوّة الخاصّة - الصفحه 208

إباقه وركوبه الفُلك وإلتقام الحوت له ثمّ نجاته وإرساله إلَى القوم وإيمانهم ، قال تعالى‏ : (وإنَّ يُونُسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ * إذ أبَقَ إلَى الفُلْكِ المَشْحونِ ...) الآيات .
وفي سورة الأنبياء لتسبيحه في بطن الحُوت وتنجيته ، قال تعالى‏ : (وذا النُّونِ إذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أنْ لَنْ نَقْدِرَ علَيهِ فَنادى‏ في الظُّلُماتِ أنْ لا إلهَ إلّا أنْتَ سُبحانَكَ إنّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ * فاسْتَجَبْنا لَهُ ونَجَّيْناهُ مِن الغَمِّ وكذلكَ نُنْجي المُؤمِنينَ) .۱
وفي سورة «ن» لندائه مكظوماً وخروجه من بطنه واجتبائه ، قال تعالى‏ : (فاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ولا تَكُن كَصاحِبِ الحُوتِ إذْ نادى‏ وَهُوَ مَكْظومٌ * لَولا أنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِن رَبِّهِ لَنُبِذَ بالعَراءِ وهُوَ مَذْمُومٌ * فاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصّالِحينَ) .۲
وفي سورة يونس لإيمان قومه وكشف العذاب عنهم قال تعالى‏ : (فلَولا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إيْمانُها إلّا قَوْمَ يُونُسَ لَمّا آمَنوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الخِزْيِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَمَتَّعْناهُم إلى‏ حِينٍ) .۳
وخلاصة ما يستفاد من الآيات بضمّ بعضها إلى‏ بعض واعتبار القرائن الحافّة بها : أنّ يونس عليه السلام كان من الرسل أرسله اللَّه تعالى‏ إلى‏ قومه وهم جمع كثير يزيدون على‏ مائة ألف فدعاهم فلم يجيبوه إلّا بالتكذيب والردّ ، حتّى‏ جاءهم عذاب أوعدهم به يونس ، ثمّ خرج من بينهم .
فلمّا أشرف عليهم العذاب وشاهدوه مشاهدة عيان أجمعوا علَى الإيمان والتوبة إلَى اللَّه سبحانه ، فكشف اللَّه عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا .
ثمّ إنّ يونس عليه السلام استخبر عن حالهم فوجد العذاب انكشف عنهم - وكأنّه لم يعلم بإيمانهم وتوبتهم - فلم يعد إليهم ، وذهب لوجهه على‏ ما به من

1.الأنبياء : ۸۷ ، ۸۸ .

2.القلم : ۴۸ - ۵۰ .

3.يونس : ۹۸ .

الصفحه من 262