النبوّة الخاصّة - الصفحه 248

اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فقالوا - كُفراً وعُتُوّاً - : فمُرْ هذا النِّصفَ فلْيَرجِعْ إلى‏ نِصفِهِ كما كانَ ، فأمرَهُ صلى اللَّه عليه وآله فرَجَعَ ، فقلتُ أنا : لا إلهَ إلّا اللَّهُ ، إنّي أوّلُ مُؤمنٍ بكَ يا رسولَ اللَّهِ ، وأوّلُ مَن أقرَّ بأنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَت ما فَعَلَت بأمرِ اللَّهِ تعالى‏ تَصديقاً بِنُبُوَّتِكَ ، وإجلالاً لكَلِمَتِكَ ، فقالَ القَومُ كلُّهُم : بَل ساحِرٌ كَذّابٌ ، عَجيبُ السِّحرِ خَفيفٌ فيهِ ، وهَل يُصَدِّقُكَ في أمرِكَ إلّا مِثلُ هذا؟ ! (يَعنُونَني) وإنّي لَمِن قَومٍ لا تأخُذُهُم في اللَّهِ لَومَةُ لائمٍ ، سِيماهُم سِيما الصِّدِّيقينَ ، وكلامُهُم كلامُ الأبرارِ ، عُمّارُ اللَّيلِ ومَنارُ النَّهارِ . مُتَمَسِّكونَ بحَبلِ القرآنِ ، يُحيُونَ سُنَنَ اللَّهِ وسُنَنَ رَسولِهِ ؛ لا يَستَكبِرونَ ولا يَعلُونَ ، ولا يَغلونَ ولا يُفسِدونَ . قُلوبُهُم في الجِنانِ ، وأجسادُهُم في العَمَلِ .۱

۱۹۸۸۵.عنه عليه السلام : كُنتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله صَبيحَةَ اللّيلَةِ الّتي اُسرِيَ بهِ فيها وهُو بالحِجْرِ يُصَلّي ، فلَمّا قَضى‏ صَلاتَهُ وقَضَيتُ صَلاتي سَمِعتُ رَنّةً شَديدَةً ، فقلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ، ما هذهِ الرَّنّةُ ؟ قالَ : ألا تَعلَمُ؟! هذا رَنّةُ الشّيطانِ ، عَلِمَ أنّي اُسرِيَ بيَ اللّيلةَ إلَى السّماءِ ، فأيِسَ مِن أن يُعبَدَ في هذهِ الأرضِ ۲ . ۳

۱۹۸۸۶.عنه عليه السلام : كُنتُ معَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله بمَكّةَ فخَرَجنا في بَعضِ نَواحِيها ، فما استَقبَلَهُ جَبَلٌ ولا مَدَرٌ ولا شَجَرٌ إلّا وهُو يَقولُ : السَّلامُ علَيكَ يا رَسولَ اللَّهِ .۴

۱۹۸۸۷.عنه عليه السلام : لَقد رأيتُني أدخُلُ معَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الوادِيَ فلا يَمُرُّ بحَجَرٍ ولا شَجَرٍ إلّا قالَ : السَّلامُ عليكَ يا رَسولَ اللَّهِ ، وأنا أسمَعُهُ .۵

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .

2.شرح نهج البلاغة : ۱۳ / ۲۰۹ .

3.أقول : قال ابن أبي الحديد في ذيل الحديث : وقد روي عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله مايشابه هذا ، لمّا بايعه الأنصار السبعون ليلة العَقَبة ؛ سُمع من العقبة صوت عالٍ في جوف الليل : يا أهل مكة ، هذا مُذمَّم والصُّباة معه قد أجمعوا على‏ حربكم ! فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله للأنصار : ألا تَسمَعونَ ما يَقولُ ؟! هذا أزَبُّ العَقَبةِ - يَعني شَيطانَها - .(شرح نهج البلاغة : ۱۳ / ۲۰۹). قال : وأ مّا أمر الشجرة التي دعاها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله فالحديث الوارد فيها كثير مستفيض ، قد ذكره المحدّثون في كتبهم ، وذكره المتكلّمون في معجزات الرسول صلى اللَّه عليه وآله . والأكثرون رووا الخبر فيها على الوضع الذي جاء في خطبة أمير المؤمنين ، ومنهم من يروي ذلك مختصراً أ نّه دعا شجرة فأقبلت تخُدّ إليه الأرض . (شرح نهج البلاغة : ۱۳ / ۲۱۴) .

4.كنز العمّال : ۳۵۳۷۰ .

5.كنز العمّال : ۳۵۴۳۶ .

الصفحه من 262