النبوّة الخاصّة - الصفحه 256

وتَناحَزوا ورَفَعوا الصَّليبَ ، فلَمّا رأى‏ هِرَقْلُ ذلكَ مِنهُم يَئسَ مِن إسلامِهِم وخافَهُم على‏ نَفسِهِ ومُلكِهِ ، فسَكّنَهُم ثُمّ قالَ : إنّما قُلتُ لَكُم ما قُلتُ أختَبِرُكُم لأنظُرَ كيفَ صَلابَتُكُم في دِينِكُم ، فقد رأيتُ مِنكُمُ الّذي اُحِبُّ ، فسَجَدوا لَهُ .۱

۱۹۹۳۳.الطبقات الكبرى : بَعَثَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عبدَاللَّهِ ابنَ حُذافَةَ السَّهميّ - وهو أحَدُ السِّتَّةِ - إلى‏ كِسرى‏ يَدعوهُ إلَى الإسلامِ وكَتَبَ مَعهُ كِتاباً ، قالَ عبدُاللَّهِ : فدَفَعتُ إلَيهِ كتابَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فقُرئَ علَيهِ ، ثُمّ أخَذَهُ فمَزَّقَهُ ، فلَمّا بَلَغَ ذلكَ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قالَ : اللّهُمّ مَزِّقْ مُلكَهُ ! وكَتَبَ كِسرى‏ إلى‏ باذانَ عامِلهِ علَى اليَمنِ أنِ ابعَثْ مِن عِندِكَ رجُلَينِ جَلْدَينِ إلى‏ هذا الرّجُلِ الّذي بالحِجازِ فلْيَأتِياني بخَبَرِهِ ، فبَعَثَ باذانُ قَهرمانَهُ ورجُلاً آخَرَ وكَتَبَ مَعَهُما كِتاباً ، فَقدِما المدينَةَ فدَفَعا كتابَ باذانَ إلَى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فتَبسَّمَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ودَعاهُما إلَى الإسلامِ وفَرائصُهُما تَرعُدُ ، وقالَ : ارجِعا عَنّي يَومَكُما هذا حتّى‏ تأتِياني الغَدَ فاُخبِرَكُما بما اُريدُ ، فجاءاهُ مِن الغَدِ ، فقالَ لَهُما : أبلِغا صاحِبَكُما أنَّ رَبِّي قد قَتَلَ رَبَّهُ كِسرى‏ في هذهِ اللَّيلَةِ لِسَبعِ ساعاتٍ مَضَت مِنها ؛ وهِيَ ليلةُ الثّلاثاءِ لعَشرِ ليالٍ مَضَينَ مِن جُمادَى الاُولى‏ سَنةَ سَبعٍ ؛ وأنّ اللَّهَ تباركَ وتعالى‏ سَلَّطَ علَيهِ ابنَهُ شِيرَويهَ فقَتلَهُ؛ فَرَجعا إلى‏ باذانَ بذلكَ فأسلَمَ هُو والأبناءُ الّذينَ باليَمَنِ .۲

۱۹۹۳۴.الطبقات الكبرى : بَعَثَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله حاطِبَ ابنَ أبي بَلتعَةَ اللَّخْميّ - وهو أحَدُ السِّتّةِ - إلَى المُقَوقسِ صاحِبِ الإسكَندَريَّةِ عَظيمِ القِبطِ يدَعوهُ إلَى الإسلامِ ، وكَتَبَ مَعهُ كِتاباً ، فأوصَلَ إلَيهِ كِتابَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فقَرَأهُ وقالَ لَهُ خَيراً ، وأخَذَ الكِتابَ فجَعَلَهُ في حُقٍّ مِن عاجٍ وخَتَمَ علَيهِ ودَفَعَهُ إلى‏ جارِيَتِهِ ، وكَتبَ إلَى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله : قد عَلِمتُ أنَّ نَبيّاً قد بَقِيَ وكُنتُ أظُنُّ أنّهُ يَخرُجُ بالشّأمِ ، وقد أكرَمتُ رَسولَكَ ،

1.الطبقات الكبرى‏ : ۱ / ۲۵۹ .

2.الطبقات الكبرى‏ : ۱ / ۲۵۹ .

الصفحه من 262