يَدَيهِ ... وأجلَسوا أصحابي خَلفي ...
ثُمّ قالَ لِتَرجُمانهِ : سَلْهُ ، كيفَ حَسَبُهُ فيكُم ؟ قالَ : قلتُ : هُو فينا ذوحَسَبٍ . قالَ : فهَل كانَ مِن آبائهِ مَلِكٌ ؟ قلتُ : لا . قالَ : فهَل كُنتُم تَتَّهِمونَهُ بالكِذبِ قَبلَ أن يَقولَ ما قالَ ؟ قلتُ : لا . قالَ : ومَن يَتَّبِعُهُ ؛ أشرافُ النّاسِ أم ضُعَفاؤهُم ؟ قالَ : قلتُ : بَل ضُعَفاؤهُم . قالَ : أيَزيدونَ أم يَنقُصونَ ؟ قالَ : قلتُ : لا ، بَل يَزيدونَ ، قالَ : هَل يَرتَدُّ أحَدٌ مِنهُم عَن دِينهِ بَعدَ أن يَدخُلَ فيهِ سَخطَةً لَهُ ؟ قالَ : قلتُ : لا . قالَ : فهَل قاتَلتُموهُ ؟ قلتُ : نَعَم . قالَ : فكَيفَ كانَ قِتالُكُم إيّاهُ ؟ قالَ : قلتُ : تَكونُ الحَربُ بَينَنا وبَينَهُ سِجالاً ، يُصيبُ مِنّا ونُصيبُ مِنهُ . قالَ : فهَل يَغدِرُ ؟ قلتُ : لا ، ونحنُ مِنهُ في مُدَّةٍ لا نَدري ما هُو صانِعٌ فيها ... قالَ : فَهل قالَ هذا القَولَ أحَدٌ قَبلَهُ ؟ قالَ : قلتُ : لا ...
قالَ : إن يَكُن ما تَقولُ فيهِ حَقاً فإنّهُ نَبيٌّ ، وقد كنتُ أعلَمُ أنّهُ خارِجٌ ، ولَم أكُنْ أظُنُّهُ مِنكُم ، ولَو أنّي أعلَمُ أتّي أخلُصُ إلَيهِ لأحبَبتُ لِقاءهُ ، ولو كُنتُ عِندَهُ لَغَسَلتُ عن قَدَمَيهِ ، وليَبلُغَنَّ مُلكُهُ ما تَحتَ قَدَميَّ .
قالَ : ثُمّ دَعا بكِتابِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فقَرأهُ ، فإذا فيهِ : بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، من محمّدٍ رسولِ اللَّهِ إلى هِرَقلَ عَظيمِ الرُّومِ ، سَلامٌ على مَنِ اتَّبَعَ الهُدى ، أمّا بعدُ فإنّي أدعوكَ بدِعايَةِ الإسلامِ ، أسلِمْ تَسلَمْ ، وأسلِمْ يُؤتِكَ اللَّهُ أجرَكَ مَرَّتَينِ ، وإن تَوَلَّيتَ فإنَّ علَيكَ إثمَ الأريسيِّينَ (يا أهلَ الكِتابِ تعالَوا إلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وبَيْنَكُم أنْ لا نَعْبُدَ إلّا اللَّهَ ولا نُشْرِكَ بهِ...) .۱
فلَمّا فَرَغَ مِن قِراءةِ الكِتابِ ارتَفَعَتِ الأصواتُ عِندَهُ وكَثُرَ اللَّغطُ ، وأمَرَ بنا فاُخرِجنا . قالَ: فقُلتُ لأصحابي حِينَ خَرَجنا : لَقد أمِرَ أمرُ ابنِ أبي كَبشَةَ !۲
۱۹۹۳۹.بحار الأنوار عن ابن مهديِّ المطاميريِّ في مجالِسِهِ : إنّ النَّبيَّ كَتَبَ إلى كِسرى : مِن محمّدٍ رسولِ اللَّهِ إلى
1.آل عمران : ۶۴ .
2.صحيح مسلم : ۳ / ۱۳۹۳ / ۷۴ .