النبوّة الخاصّة - الصفحه 259

يَدَيهِ ... وأجلَسوا أصحابي خَلفي ...
ثُمّ قالَ لِتَرجُمانهِ : سَلْهُ ، كيفَ حَسَبُهُ فيكُم ؟ قالَ : قلتُ : هُو فينا ذوحَسَبٍ . قالَ : فهَل كانَ مِن آبائهِ مَلِكٌ ؟ قلتُ : لا . قالَ : فهَل كُنتُم تَتَّهِمونَهُ بالكِذبِ قَبلَ أن يَقولَ ما قالَ ؟ قلتُ : لا . قالَ : ومَن يَتَّبِعُهُ ؛ أشرافُ النّاسِ أم ضُعَفاؤهُم ؟ قالَ : قلتُ : بَل ضُعَفاؤهُم . قالَ : أيَزيدونَ أم يَنقُصونَ ؟ قالَ : قلتُ : لا ، بَل يَزيدونَ ، قالَ : هَل يَرتَدُّ أحَدٌ مِنهُم عَن دِينهِ بَعدَ أن يَدخُلَ فيهِ سَخطَةً لَهُ ؟ قالَ : قلتُ : لا . قالَ : فهَل قاتَلتُموهُ ؟ قلتُ : نَعَم . قالَ : فكَيفَ كانَ قِتالُكُم إيّاهُ ؟ قالَ : قلتُ : تَكونُ الحَربُ بَينَنا وبَينَهُ سِجالاً ، يُصيبُ مِنّا ونُصيبُ مِنهُ . قالَ : فهَل يَغدِرُ ؟ قلتُ : لا ، ونحنُ مِنهُ في مُدَّةٍ لا نَدري ما هُو صانِعٌ فيها ... قالَ : فَهل قالَ هذا القَولَ أحَدٌ قَبلَهُ ؟ قالَ : قلتُ : لا ...
قالَ : إن يَكُن ما تَقولُ فيهِ حَقاً فإنّهُ نَبيٌّ ، وقد كنتُ أعلَمُ أنّهُ خارِجٌ ، ولَم أكُنْ أظُنُّهُ مِنكُم ، ولَو أنّي أعلَمُ أتّي أخلُصُ إلَيهِ لأحبَبتُ لِقاءهُ ، ولو كُنتُ عِندَهُ لَغَسَلتُ عن قَدَمَيهِ ، وليَبلُغَنَّ مُلكُهُ ما تَحتَ قَدَميَّ .
قالَ : ثُمّ دَعا بكِتابِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فقَرأهُ ، فإذا فيهِ : بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، من محمّدٍ رسولِ اللَّهِ إلى‏ هِرَقلَ عَظيمِ الرُّومِ ، سَلامٌ على‏ مَنِ اتَّبَعَ الهُدى‏ ، أمّا بعدُ فإنّي أدعوكَ بدِعايَةِ الإسلامِ ، أسلِمْ تَسلَمْ ، وأسلِمْ يُؤتِكَ اللَّهُ أجرَكَ مَرَّتَينِ ، وإن تَوَلَّيتَ فإنَّ علَيكَ إثمَ الأريسيِّينَ (يا أهلَ الكِتابِ تعالَوا إلى‏ كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وبَيْنَكُم أنْ لا نَعْبُدَ إلّا اللَّهَ ولا نُشْرِكَ بهِ...) .۱
فلَمّا فَرَغَ مِن قِراءةِ الكِتابِ ارتَفَعَتِ الأصواتُ عِندَهُ وكَثُرَ اللَّغطُ ، وأمَرَ بنا فاُخرِجنا . قالَ: فقُلتُ لأصحابي حِينَ خَرَجنا : لَقد أمِرَ أمرُ ابنِ أبي كَبشَةَ !۲

۱۹۹۳۹.بحار الأنوار عن ابن مهديِّ المطاميريِّ في مجالِسِهِ : إنّ النَّبيَّ كَتَبَ إلى‏ كِسرى‏ : مِن محمّدٍ رسولِ اللَّهِ إلى‏

1.آل عمران : ۶۴ .

2.صحيح مسلم : ۳ / ۱۳۹۳ / ۷۴ .

الصفحه من 262