النبوّة الخاصّة - الصفحه 37

فأنزل اللَّه عليهم العذاب ، وأرسل إليهم الريح العقيم ما تذر من شي‏ء أتت عليه إلّا جعلته كالرميم (الذاريات : 42) ريحاً صرصراً في أيّام نَحِسات سبع ليالٍ وثمانية أيّام حُسوماً فتَرى القوم فيها صرعى‏ كأنّهم أعجاز نخل خاوية (الحاقّة : 7) وكانت تنزِع الناس كأنّهم أعجاز نخل منقعر (القمر : 20) .
وكانوا بادئ ما رأوه عارضاً مُستقبِلَ أوديتهم استبشروا وقالوا : عارِضٌ مُمطِرنا ! وقد أخطؤوا ، بل كان هو الذي استعجلوا به : ريح فيها عذاب أليم تدمّر كلّ شي‏ء بأمر ربِّها ، فأصبحوا لايُرى‏ إلّا مساكنهم (الأحقاف : 25) ، فأهلكهم اللَّه عن آخرهم وأنجى‏ هوداً والذين آمنوا معه برحمة منه (هود : 58) .

2 - شخصيّة هود عليه السلام المعنويّة:

وأمّا هود عليه السلام فهو من قوم عاد وثاني الأنبياء الذين انتهضوا للدفاع عن الحقّ ودحض الوثنيّة ممّن ذكر اللَّه قصّته وما قاساه من المحنة والأذى‏ في جنب اللَّه سبحانه ، وأثنى‏ عليه بما أثنى على‏ رسله الكرام وأشركه بهم في جميل الذكر عليه سلام اللَّه .۱

1.الميزان في تفسير القرآن : ۱۰/۳۰۷ .

الصفحه من 262