فأنزل اللَّه عليهم العذاب ، وأرسل إليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلّا جعلته كالرميم (الذاريات : 42) ريحاً صرصراً في أيّام نَحِسات سبع ليالٍ وثمانية أيّام حُسوماً فتَرى القوم فيها صرعى كأنّهم أعجاز نخل خاوية (الحاقّة : 7) وكانت تنزِع الناس كأنّهم أعجاز نخل منقعر (القمر : 20) .
وكانوا بادئ ما رأوه عارضاً مُستقبِلَ أوديتهم استبشروا وقالوا : عارِضٌ مُمطِرنا ! وقد أخطؤوا ، بل كان هو الذي استعجلوا به : ريح فيها عذاب أليم تدمّر كلّ شيء بأمر ربِّها ، فأصبحوا لايُرى إلّا مساكنهم (الأحقاف : 25) ، فأهلكهم اللَّه عن آخرهم وأنجى هوداً والذين آمنوا معه برحمة منه (هود : 58) .
2 - شخصيّة هود عليه السلام المعنويّة:
وأمّا هود عليه السلام فهو من قوم عاد وثاني الأنبياء الذين انتهضوا للدفاع عن الحقّ ودحض الوثنيّة ممّن ذكر اللَّه قصّته وما قاساه من المحنة والأذى في جنب اللَّه سبحانه ، وأثنى عليه بما أثنى على رسله الكرام وأشركه بهم في جميل الذكر عليه سلام اللَّه .۱
1.الميزان في تفسير القرآن : ۱۰/۳۰۷ .