النبوّة الخاصّة - الصفحه 43

اللَّه كيف شاءت ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب (الأعراف : 72 ، هود : 64 ، الشعراء : 156) .
وكان الأمر على‏ ذلك حيناً ، ثمّ إنّهم طغوا ومكروا ، وبعثوا أشقاهم لقتل الناقة فعقرها ، وقالوا لصالح : ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ! قال صالح عليه السلام : تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّام ، ذلك وعد غير مكذوب (هود : 65) .
ثمّ مكرت شعوب المدينة وأرهاطها بصالح، وتقاسموا بينهم : لنُبيّتنّه وأهله ثمّ نقولنّ لوليّه : ما شهدنا مَهلِك أهله وإنّا لصادقون ، ومكروا مكراً ومكراللَّه مكراً وهم‏لايشعرون (النمل:50) فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون (الذاريات : 44) والرجفة والصيحة فأصبحوا في دارهم جاثمين ، فتولّى‏ عنهم وقال : يا قومِ لقد أبلغتكم رسالة ربّي ونصحت‏لكم ، ولكن لاتحبّون الناصحين (الأعراف: 79 ، هود : 67) وأنجَى اللَّه الذين آمنوا وكانوا يتّقون (فصّلت : 18) ونادى بعدهم المنادي الإلهيّ : ألا إنّ ثمود كفروا ربَّهم ألا بُعداً لثمود !

3 - شخصيّة صالح عليه السلام:

لم يَرد لهذا النبيّ الصالح في التوراة الحاضرة ذِكر ، كان عليه السلام من قوم ثمود ثالث الأنبياء المذكورين في القرآن بالقيام بأمر اللَّه والنهضة للتوحيد علَى الوثنيّة ، يذكره اللَّه تعالى‏ بعد نوح وهود ، ويحمده ويثني عليه بما أثنى به على‏ أنبيائه ورسله ، وقد اختاره وفضّله كسائرهم علَى العالمين عليه وعليهم السلام .۱

1.الميزان في تفسير القرآن : ۱۰/۳۱۷ .

الصفحه من 262