النبوّة الخاصّة - الصفحه 58

ثُمّ قالَ : فأيُّ داءٍ أدْأى‏ مِن البُخلِ ولا أضَرُّ عاقِبَةً ولا أفحَشُ عندَ اللَّهِ تعالى‏ ؟!
فقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ، فهَل كانَ أهلُ قَريَةِ لُوطٍ كلُّهُم هكذا يَعمَلونَ ؟
فقالَ : نَعم إلّا أهلَ بَيتٍ مِنهُم مِن المُسلِمينَ، أما تَسمَعُ لِقولِهِ تعالى‏: (فأخْرَجْنا مَن كانَ فِيها مِن المُؤمِنينَ * فَما وَجَدْنا فِيها غَيرَ بَيْتٍ مِنَ المُسْلِمينَ)۱؟!۲

۱۹۶۸۶.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : ما بَعَثَ اللَّهُ نَبيّاً بعدَ لُوطٍ إلّا في عِزٍّ مِن قَومِهِ‏۳.۴

كلام في قصّة لوط عليه السلام وقومه في‏فصول :

1 . قصّته عليه السلام وقصة قومه في القرآن :

«كان لوط عليه السلام من كلدان في أرض بابل ومن السابقين الأوّلين ممّن آمن بإبراهيم عليه السلام، آمن به وقال : (إنّي مُهاجِرٌ إلى‏ ربِّي)5، فنجّاه اللَّه مع إبراهيم إلَى الأرض المقدّسة أرضِ فلسطين (الأنبياء : 71) فنزل في بعض بلادها وهي مدينة سَدوم على‏ ما في التواريخ والتوراة وبعض الروايات .
وكان أهل المدينة وما والاها من المدائن - وقد سمّاها اللَّه في كلامه ب «المُؤتَفِكات»(التوبة : 70) - يعبدون الأصنام ، ويأتون بالفاحشة : اللواط ، وهم أوّل قوم شاع فيهم ذلك (الأعراف : 80) حتّى كانوا يأتون به في نواديهم من غير إنكار ، ولم يَزَل تشيع الفاحشة فيهم حتّى‏ عادت سُنّة قوميّة ابتلت به عامّتهم ، وتركوا النساء وقطعوا السبيل (العنكبوت : 29).
فأرسل اللَّه لوطاً إليهم (الشعراء : 162) فدعاهم إلى‏ تقوَى اللَّه وترك الفحشاء والرجوع إلى‏ طريق الفطرة، وأنذرهم وخوّفهم ، فلم يَزِدهم إلّا عُتوّاً ، ولم يكن جوابهم إلّا أن قالوا : ائتِنا بعذاب اللَّه إن كنت من الصادقين ! وهدّدوه بالإخراج من بلدتهم ، وقالوا له : (لَئن لَم تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ

1.الذاريات : ۳۵ و ۳۶ .

2.علل الشرائع : ۵۴۸/۴ .

3.روي في كنز العمّال : ۳۲۳۶۱ عن أبي هريرة : «ما بعث اللَّه بعده نبيّاً إلّا في ثروة من قومه» . والصحيح ما في المتن .

4.بحار الأنوار : ۱۲/۱۵۷/۸ .

5.العنكبوت : ۲۶ .

الصفحه من 262