النبوّة الخاصّة - الصفحه 59

المُخْرَجينَ)1 و (قالوا أخْرِجوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُم إنّهُمْ اُناسٌ يَتَطَهَّرونَ) .2

2 . عاقبة أمرهم :

لم يَزَل لوط عليه السلام يدعوهم إلى‏ سبيل اللَّه وملازمة سنّة الفطرة وترك الفحشاء وهم يصرّون على‏ عمل الخبائث ، حتَّى استقرّ بهم الطغيان وحقّت عليهم كلمة العذاب ، فبعث اللَّه رسلاً من الملائكة المكرّمين لإهلاكهم ، فنزلوا أوّلاً على‏ إبراهيم عليه السلام وأخبروه بما أمرهم اللَّه به من إهلاك قوم لوط ، فجادلهم إبراهيم عليه السلام لعلّه يردّ بذلك عنهم العذاب ، وذكّرهم بأنّ فيهم لوطاً ، فردّوا عليه بأنّهم أعلم بموقع لوط وأهله ، وأ نّه قد جاء أمر اللَّه وأنّ القوم آتيهم عذاب غير مردود (العنكبوت : 32 ، هود : 76 ».
فمضَوا إلى لوط في صُوَرِ غِلمان مُرد ودخلوا عليه ضيفاً ، فشقّ ذلك على‏ لوط وضاق بهم ذرعاً؛ لِما كان يعلم من قومه أ نّهم سيتعرّضون لهم وأ نّهم غير تاركيهم البتّة ، فلم يلبث دون أن سمع القوم بذلك وأقبلوا يُهرَعون إليه وهم يستبشرون ، وهجموا على‏ داره ، فخرج إليهم وبالغ في‏وعظهم واستثارة فُتوّتهم ورشدهم حتّى‏ عرض عليهم بناته ، وقال : يا قوم ، إنّ هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم، فاتّقوا اللَّه ولا تخزوني في ضيفي . ثمّ استغاث وقال : أليس منكم رجل رشيد ؟ ! فردّوا عليه أ نّه ليس لهم في بناته إربة ، وأ نّهم غير تاركي أضيافه البتّة ، حتّى‏ أيس لوط و قال : (لَوْ أنّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أو آوِي إلى‏ رُكْنٍ شَديدٍ) .۳
قالت الملائكة عند ذلك : يا لوط إنّا رسل ربّك ، طِب نفساً إنّ القوم لن يصلوا إليك . فطمسوا أعين القوم فعادوا عمياناً يتخبّطون وتفرّقوا (القمر : 37) .
ثمّ أمروا لوطاً عليه السلام أن يسري بأهله من ليلته بقطع من الليل ويتّبع

1.الشعراء : ۱۶۷ .

2.النمل : ۵۶ .

3.هود : ۸۰ .

الصفحه من 262