وربّما يستدلّ عليه بأنّ قارّة أمريكا انكشفت ولها أهل ، وهم منقطعون عن الإنسان القاطن في نصف الكرة الشرقيّ بالبعد الشاسع الذي بينهما انقطاعاً لايرجى ولا يُحتمل معه أنّ النَّسلَين يتّصلان بانتهائهما إلى أب واحد واُمّ واحدة . والدليلان - كما ترى - مدخولان :
أمّا مسألة اختلاف الدماء باختلاف الألوان فلأنّ الأبحاث الطبيعيّة اليوم مبنيّة على فرضيّة التطوّر في الأنواع ، ومع هذا البناء كيف يطمأن بعدم استناد اختلاف الدماء فاختلاف الألوان إلى وقوع التطوّر في هذا النوع . وقد جزموا بوقوع تطوّرات في كثير من الأنواع الحيوانيّة كالفَرَس والغنم والفيل وغيرها ، وقد ظفر البحث والفحص بآثار أرضيّة كثيرة يكشف عن ذلك ؟ على أنّ العلماء اليوم لايعتنون بهذا الاختلاف ذاك الاعتناء .
وأمّا مسألة وجود الإنسان فيما وراء البحار فإنّ العهد الإنسانيّ على ما يذكره علماء الطبيعة يزهو إلى ملايين من السنين ، والذي يضبطه التاريخ النقليّ لايزيد على ستّة آلاف سنة ، وإذا كان كذلك فما المانع من حدوث حوادث فيما قبل التاريخ تجزي قارّة أمريكا عن سائر القارّات ، وهناك آثار أرضيّة كثيرة تدلّ على تغييرات هامّة في سطح الأرض بمرور الدهور من تبدّل بحر إلى برّ وبالعكس ، وسهل إلى جبل وبالعكس ، وما هو أعظم من ذلك كتبدّل القطبَين والمنطقة على مايشرحه علوم طبقات الأرض والهيئة والجغرافيا ، فلا يبقى لهذا المستدلّ إلّا الاستبعاد فقط . هذا .
وأمّا القرآن فظاهره القريب من النصّ أنّ هذا النسل الحاضر المشهود من الإنسان ينتهي بالارتقاء إلى ذَكَر واُنثى هما الأب والاُمّ لجميع الأفراد . أمّا الأب فقد سمّاه اللَّه تعالى في كتابه