النبوّة الخاصّة - الصفحه 62

في باب الخيمة وقت حرّ النهار ، فرفع عينيه ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه . فلمّا نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الارض . وقال : يا سيّد ، إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك ، ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم واتّكئوا تحت هذه الشجرة ، فآخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثمّ تجتازون لأ نّكم قد مررتم على‏ عبدكم ، فقالوا : هكذا نفعل كما تكلّمت .
فأسرع إبراهيم إلَى الخيمة إلى‏ سارة وقال : أسرِعي بثلاث كيلات دقيقاً سميداً اعجني واصنعي خبز ملّة . ثمّ ركض إبراهيم الَى البقر وأخذ عِجلاً رخصاً وجيّداً وأعطاه للغلام فأسرع ليعمله ، ثمّ أخذ زُبداً ولَبناً والعجل الذي عمله ووضعها قدّامهم . وإذ كان هو واقفاً لديهم تحت الشجرة أكلوا . وقالوا له : أين سارة امرأتك ؟ فقال : ها هي في الخيمة ، فقال : إنّي أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن . وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه . وكان إبراهيم وسارة شيخَين متقدّمين في الأيّام . وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء . فضحكت سارة في باطنها قائلة : أبعدَ فَنائي يكون لي تنعّم وسيّدي قد شاخ ؟! فقال الربّ لإبراهيم : لماذا ضحكت سارة قائلة : أفبِالحقيقة ألِد وأنا قد شختُ ؟! هل يستحيل علَى الربّ شي‏ء ؟! في الميعاد أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة ابن ، فأنكرت سارة قائلة : لم أضحك ! لأ نّها خافت . فقال : لا ، بل ضحكتِ .
ثم قام الرجال من هناك وتطلّعوا نحو سَدوم ، وكان إبراهيم ماشياً معهم ليشيّعهم ، فقال الربّ : هل اُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله ؟ وإبراهيم يكون اُمّة كبيرة وقويّة ويتبارك به جميع اُمم الأرض . لأ نّي عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الربّ

الصفحه من 262