النبوّة الخاصّة - الصفحه 64

وكان لوط جالساً في باب سدوم ، فلمّا رآهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه إلَى الأرض ، وقال : ياسيّديّ مِيلا إلى‏ بيت عبدكما وبِيتا واغسلا أرجلكما ثمّ تبكران وتذهبان في طريقكما ، فقالا : لا بل في الساحة نبيت ، فألحّ عليهما جدّاً ، فمالا إليه ودخلا بيته ، فصنع لهما ضيافة وخبزاً فطيراً فأكلا .
وقبل ما اضطجعا أحاط بالبيت رجال المدينة رجال سدوم من الحَدَث إلَى الشيخ كلّ الشعب من أقصاها ، فنادوا لوطاً وقالوا له : أين الرجلان اللذان دخلا إليك الليلة ؟ أخرِجْهما إلينا لنعرفهما ، فخرج إليهم لوط إلَى الباب وأغلق الباب وراءه ، وقال : لا تفعلوا شرّاً يا إخوتي ، هوذا لي ابنتان لم يعرفا رجلاً اُخرجهما إليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم ، وأمّا هذان الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئاً لأ نّهما قد دخلا تحت ظلّ سقفي .
فقالوا : ابعُدْ إلى‏ هناك . ثمّ قالوا : جاء هذا الإنسان ليتغرّب وهو يحكم حكماً ، الآن نفعل بك شرّاً أكثر منهما ، فألحّوا علَى الرجل لوط جدّاً وتقدّموا ليكسروا الباب ، فمدّ الرجلان أيديهما وأدخلا لوطاً إليهما إلَى البيت ، وأغلقا الباب . وأمّا الرجال الذين على‏ باب البيت فضرباهم بالعمى‏ من الصغير إلَى الكبير ، فعجزوا عن أن يجدوا الباب .
وقال الرجلان للوط : من لك أيضاً هاهنا أصهارك وبنيك وبناتك وكلّ من لك في المدينة اُخرج من المكان ؛ لأ نّنا مهلكان هذا المكان إذ قد عظم صراخهم أمام الربّ ، فأرسلَنا الربّ لنهلكهم . فخرج لوط وكلّم أصهاره الآخذين بناته وقال : قوموا اخرُجوا من هذا المكان ؛ لأنّ الربّ مهلك المدينة ، فكان كمازحٍ في أعين أصهاره .
ولمّا طلع الفجر كان المَلاكان يعجّلان لوطاً قائلين : قم خذ امرأتك وابنَتيك الموجودَتين لئلّا تهلك بإثم

الصفحه من 262