النبوّة الخاصّة - الصفحه 65

المدينة ، ولمّا توانى‏ أمسك الرجلان بيده وبيد امرأته وبيد ابنَتيه لشفقة الربّ عليه وأخرجاه ، وضعاه خارج المدينة .
وكان لمّا أخرجاهم إلى‏ خارج أ نّه قال : اهربْ لحياتك ، لاتنظرْ إلى‏ ورائك ولاتقف في كلّ الدائرة . اهرب إلَى الجبل لئلّا تهلك . فقال لهما لوط : لا يا سيّد هو ذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك وعظّمت لطفك الذي صنعت إليّ باستبقاء نفسي ، وأنا لا أقدر أن أهرب إلَى الجبل ، لعلّ الشرّ يدركني فأموت ، هو ذا المدينة هذه قريبة للهرب إليها ، وهي صغيرة أهرب إلى‏ هناك ، أليست هي صغيره فتحيا نفسي ؟ فقال له : إنّي قد رفعت وجهك في هذا الأمر أيضاً أن لا أقلب المدينة التي تكلّمت عنها ، أسرعْ اهربْ إلى‏ هناك لأ نّي لا أستطيع أن أفعل شيئاً حتّى‏ تجي‏ء إلى‏ هناك ؛ لذلك دعي اسم المدينة صوغر .
وإذا أشرقت الشمس علَى الأرض دخل لوط إلى‏ صوغر ، فأمطر الربّ على‏ سدوم وعمورة كبريتاً وناراً من عند الربّ من السماء ، وقلب تلك المدن وكلّ الدائرة وجميع سكّان المدن ونبات الأرض ، ونظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح .
وبكّر إبراهيم في الغد إلى‏ المكان الذي وقف فيه أمام الربّ وتطلّع نحو سدوم وعمورة ونحو كلّ أرض الدائرة ، ونظر وإذا دخان الأرض يصعد كدخان الأتون . وحدث لما أخرب اللَّه مدن الدائرة أنّ اللَّه ذكر إبراهيم . وأرسل لوطاً من وسط الانقلاب حين قلب المدن التي سكن فيها لوط .
وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه ؛ لأ نّه خاف أن يسكن في صوغر ، فسكن في المغارة هو وابنتاه . وقالت البكر للصغيرة : أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كلّ الأرض ، هلمّ نسقي أبانا خمراً ونضطجع معه ،

الصفحه من 262