النبوّة الخاصّة - الصفحه 7

بآدم ، وأمّا زوجته فلم يسمّها في كتابه ، ولكنّ الروايات تسمّيها حوّاء كما في التوراة الموجودة ، قال تعالى‏ : (وبَدَأ خَلْقَ الإنْسانِ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِن ماءٍ مَهينٍ) .1
وقال تعالى‏ : (إنَّ مَثَلَ عيسى‏ عِندَ اللَّهِ كمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فيَكونُ)2وقال تعالى‏ : (وإذْ قالَ رَبُّكَ لِلمَلائكَةِ إنّي جاعِلٌ في الأرضِ خَليفَةً قالوا أتَجعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ ونَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ونُقَدِّسُ لَكَ قالَ إنّي أعْلَمُ ما لا تَعْلَمونَ * وعَلَّمَ آدَمَ الأسْماءَ كُلَّها ...) الآية3 وقال تعالى‏ : (إذْ قالَ رَبُّكَ لِلمَلائكَةِ إنّي خالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ * فإذا سَوَّيْتُهُ ونَفَخْتُ فيهِ من رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدينَ ...) الآيات‏4، فإنّ الآيات - كما ترى‏ - تشهد بأنّ سنّة اللَّه في بقاء هذا النسل أن يتسبّب إليه بالنطفة ، لكنّه أظهره حينما أظهره بخلقه من تراب ، وأنّ آدم خلق من تراب وأنّ الناس بنوه ، فظهور الآيات في انتهاء هذا النسل إلى‏ آدم وزوجته ممّا لاريب فيه وإن لم تمتنع من التأويل .
وربّما قيل : إنّ المراد بآدم في آيات الخلقة والسجدة آدم النوعيّ دون الشخصيّ ، كأنّ مطلق الإنسان - من حيث انتهاء خلقه إلَى الأرض ، ومن حيث قيامه بأمر النسل والإيلاد - سمّي بآدم ، وربّما استظهر ذلك من قوله تعالى‏ : (ولَقَدْ خَلَقْناكُم ثُمَّ صَوَّرْناكُم ثُمَّ قُلنا لِلمَلائكةِ اسْجُدوا لآدَمَ)5 فإنّه لايخلو عن إشعار بأنّ الملائكة إنّما اُمروا بالسجدة لمن هيّأه اللَّه لها بالخلق والتصوير . وقد ذكرت الآية أ نّه جميع الأفراد لا شخص إنسانيّ واحد معيّن ؛ حيث قال : (ولَقَدْ خَلَقناكُم ثُمَّ صَوَّرْناكُم) وهكذا قوله تعالى‏ : (قالَ يا إبليسُ ما مَنَعَكَ أنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقتُ بِيَدَيَّ - إلى‏ أن قال : - قالَ أنا خَيرٌ مِنهُ خَلَقْتَني مِن نارٍ وخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ - إلى‏ أن قال : - قالَ فبِعِزَّتِكَ لَاُغوِيَنّهُم أجْمَعينَ *

1.السجدة : ۷ ، ۸ .

2.آل عمران : ۵۹ .

3.البقرة : ۳۰ ، ۳۱ .

4.ص : ۷۱ ، ۷۲ .

5.الأعراف : ۱۱ .

الصفحه من 262