كلام في قصّة أيّوب عليه السلام، في فصول :
1 . قصّته عليه السلام في القرآن :
«لم يُذكر من قصّته في القرآن إلّا ابتلاؤه بالضرّ في نفسه وأولاده ، ثمّ تفريجه تعالى بمعافاته وإيتائه أهله ومثلهم معهم رحمة منه وذكرى للعابدين (الأنبياء : 83 ، 84 ، ص : 41 - 44) .
2 . جميل ثنائه عليه السلام :
ذكره تعالى في زمرة الأنبياء من ذرّيّة إبراهيم عليهم السلام في سورة الأنعام وأثنى عليهم بكلّ ثناء جميل (الأنعام : 84 - 90) وذكره في سورة ص فعدّه صابراً ونِعم العبد وأوّاباً (ص : 44) .
3 . قصّته عليه السلام في الروايات :
في تفسيرِ القمّيّ : حدّثَني أبي عن ابن فضّالٍ عن عبداللَّهِ بنِ بَحرٍ عنِ ابنِ مسكانَ عن أبي بَصيرٍ عن أبي عبدِاللَّهِ عليه السلام قالَ : سَألتُهُ عن بَلِيَّةِ أيُّوبَ الّتي ابتُلِيَ بها في الدّنيا: لأيِّ عِلّةٍ كانَت ؟ قالَ : لِنِعمَةٍ أنعَمَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ علَيهِ بِها في الدّنيا وأدّى شُكرَها ، وكانَ في ذلكَ الزّمانِ لا يُحجَبُ إبليسُ دُونَ العَرشِ ، فلَمّا صَعِدَ ورأى شُكرَ نِعمَةِ أيُّوبَ حَسَدَهُ إبليسُ ، فقالَ : ياربِّ ، إنّ أيُّوبَ لم يُؤَدِّ إليكَ شُكرَ هذهِ النِّعمَةِ إلّا بما أعطَيتَهُ مِن الدّنيا ، ولو حَرَمتَهُ دُنياهُ ما أدّى إليكَ شُكرَ نِعمَةٍ أبَداً ، فَسَلّطْني على دُنياهُ حتّى تَعلَمَ أ نّهُ لَم يُؤَدِّ إليكَ شُكرَ نِعمَةٍ أبَداً ، فقيلَ لَهُ : قد سَلَّطتُكَ على مالِهِ ووُلدِهِ .
قالَ : فانحَدَرَ إبليسُ فلَم يُبقِ لَهُ مالاً ولا وَلَداً إلّا أعطَبَهُ ، فازْدادَ أيُّوبُ للَّهِ شُكراً وحَمداً ، وقالَ : فسَلِّطْني على زَرعِهِ يا رَبِّ . قالَ : قد فَعَلتُ ، فجاءَ مَع شَياطينهِ فنَفَخَ فيهِ فاحتَرَقَ ، فازدادَ أيُّوبُ للَّهِ شُكراً وحَمداً ، فقالَ : ياربِّ سَلِّطْني على غَنَمِهِ فأهلَكَها ، فازدادَ أيُّوبُ للَّهِ شُكراً وحَمداً ، فقالَ : يا ربِّ سَلِّطْني على بَدَنهِ ، فَسلَّطَهُ على بَدَنهِ ماخَلا عَقلَهُ وعَينَيهِ ، فنَفَخَ فيهِ إبليسُ فصارَ قُرحَةً واحِدَةً مِن قَرنهِ إلى قَدَمهِ .