النبوّة الخاصّة - الصفحه 90

كلام في قصّة أيّوب عليه السلام، في فصول :

1 . قصّته عليه السلام في القرآن :

«لم يُذكر من قصّته في القرآن إلّا ابتلاؤه بالضرّ في نفسه وأولاده ، ثمّ تفريجه تعالى‏ بمعافاته وإيتائه أهله ومثلهم معهم رحمة منه وذكرى‏ للعابدين (الأنبياء : 83 ، 84 ، ص : 41 - 44) .

2 . جميل ثنائه عليه السلام :

ذكره تعالى‏ في زمرة الأنبياء من ذرّيّة إبراهيم عليهم السلام في سورة الأنعام وأثنى‏ عليهم بكلّ ثناء جميل (الأنعام : 84 - 90) وذكره في سورة ص فعدّه صابراً ونِعم العبد وأوّاباً (ص : 44) .

3 . قصّته عليه السلام في الروايات :

في تفسيرِ القمّيّ : حدّثَني أبي عن ابن فضّالٍ عن عبداللَّهِ بنِ بَحرٍ عنِ ابنِ مسكانَ عن أبي بَصيرٍ عن أبي عبدِاللَّهِ عليه السلام قالَ : سَألتُهُ عن بَلِيَّةِ أيُّوبَ الّتي ابتُلِيَ بها في الدّنيا: لأيِّ عِلّةٍ كانَت ؟ قالَ : لِنِعمَةٍ أنعَمَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ علَيهِ بِها في الدّنيا وأدّى‏ شُكرَها ، وكانَ في ذلكَ الزّمانِ لا يُحجَبُ إبليسُ دُونَ العَرشِ ، فلَمّا صَعِدَ ورأى‏ شُكرَ نِعمَةِ أيُّوبَ حَسَدَهُ إبليسُ ، فقالَ : ياربِّ ، إنّ أيُّوبَ لم يُؤَدِّ إليكَ شُكرَ هذهِ النِّعمَةِ إلّا بما أعطَيتَهُ مِن الدّنيا ، ولو حَرَمتَهُ دُنياهُ ما أدّى‏ إليكَ شُكرَ نِعمَةٍ أبَداً ، فَسَلّطْني على‏ دُنياهُ حتّى‏ تَعلَمَ أ نّهُ لَم يُؤَدِّ إليكَ شُكرَ نِعمَةٍ أبَداً ، فقيلَ لَهُ : قد سَلَّطتُكَ على‏ مالِهِ ووُلدِهِ .
قالَ : فانحَدَرَ إبليسُ فلَم يُبقِ لَهُ مالاً ولا وَلَداً إلّا أعطَبَهُ ، فازْدادَ أيُّوبُ للَّهِ شُكراً وحَمداً ، وقالَ : فسَلِّطْني على‏ زَرعِهِ يا رَبِّ . قالَ : قد فَعَلتُ ، فجاءَ مَع شَياطينهِ فنَفَخَ فيهِ فاحتَرَقَ ، فازدادَ أيُّوبُ للَّهِ شُكراً وحَمداً ، فقالَ : ياربِّ سَلِّطْني على‏ غَنَمِهِ فأهلَكَها ، فازدادَ أيُّوبُ للَّهِ شُكراً وحَمداً ، فقالَ : يا ربِّ سَلِّطْني على‏ بَدَنهِ ، فَسلَّطَهُ على‏ بَدَنهِ ماخَلا عَقلَهُ وعَينَيهِ ، فنَفَخَ فيهِ إبليسُ فصارَ قُرحَةً واحِدَةً مِن قَرنهِ إلى‏ قَدَمهِ .

الصفحه من 262