المناجاة - الصفحه 5

سُرورُنا ؟! وكيفَ يَملِكُنا باللَّهوِ واللَّعِبِ غُرورُنا ، وقَد دَعَتنا باقتِرابِ الآجالِ قُبورُنا ؟!...
إلهي ، لَيس تُشبِهُ مَسألَتي مَسألَةَ السّائلينَ ؛ لأنّ السّائلَ إذا مُنِعَ امتَنَعَ عَنِ السُّؤالِ ، وأنا لا غَناءَ بِي عَمّا سَألتُكَ على‏ كُلِّ حالٍ ...
إلهي ، أدعوكَ دُعاءَ مُلِحٍّ لا يَمَلُّ دُعاءَ مَولاهُ ، وأتَضَرَّعُ إلَيكَ تَضَرُّعَ مَن قَد أقَرَّ على‏ نَفسِهِ بالحُجَّةِ في دَعواهُ ...
ثُمّ أقبَلَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام على‏ نَفسِهِ يُعاتِبُها ، ويَقولُ : أيُّها المُناجي رَبَّهُ بأنواعِ الكلامِ ، والطّالِبُ مِنهُ مَسكَناً في دارِ السَّلامِ ، والمُسَوِّفُ بالتَّوبَةِ عاماً بَعدَ عامٍ ، ما أراكَ مُنصِفاً لِنَفسِكَ مِن بَينِ الأنامِ ، فلَو رافَعتَ نَومَكَ يا غافِلاً بالقِيامِ ، وقَطَعتَ يَومَكَ بالصِّيامِ ، واقتَصَرتَ علَى القَليلِ مِن لَعقِ الطَّعامِ ، وأحيَيتَ مُجتَهِداً لَيلَكَ بالقِيامِ ، كُنتَ أحرى‏ أن تَنالَ أشرَفَ المَقامِ .۱

۲۰۰۹۸.عنه عليه السلام- أيضاً -: اللّهُمّ ، إنّي أسألُكَ الأمانَ الأمانَ يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ ولا بَنونَ إلّا مَن أتَى اللَّهَ بقَلبٍ سَليمٍ .۲

۲۰۰۹۹.تنبيه الخواطر عن عُروَة بن الزُّبَيرِ : كُنّا جُلوساً في مَسجِدِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله فتَذاكَرْنا أحوالَ أهلِ بَدرٍ وبَيعَةِ الرِّضوانِ ، فقالَ أبو الدَّرداءِ : يا قَومُ ، ألا اُخبِرُكُم بأقَلِّ القَومِ مالاً ، وأكثَرِهِم وَرَعاً ، وأشَدِّهِمُ اجتِهاداً في العِبادَةِ ؟ قالوا : مَن هُو ؟ قالَ : عليُّ بنُ أبي طالبٍ عليه السلام .
قالَ : فَوَاللَّهِ إن كانَ في جَماعَةِ ذلكَ المَجلِسِ إلّا مُعرِضٌ عَنهُ بوَجهِهِ ، ثُمَّ انتَدَبَ لَهُ رجُلٌ مِن الأنصارِ يُقالُ لَهُ : عُوَيمِرُ، فقالَ : لَقَد تَكَلَّمتَ بكَلِمَةٍ ما وافَقَكَ علَيها أحَدٌ مُنذُ أتَيتَ بِها .
فقالَ أبو الدَّرداءِ : يا قَومُ ، إنّي قائلٌ ما رَأيتُ ولْيَقُلْ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم ما رأى‏ ، رَأيتُ وشاهَدتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ بِسُوَيحاتِ بَني النَّجّارِ وقَدِ اعتَزلَ عَن مُواليهِ واختَفى‏ مِمَّن يَليهِ وقَدِ استَتَرَ ببُعَيلاتِ النَّخلِ فافتَقَدتُهُ

1.بحار الأنوار : ۹۴ / ۹۹ / ۱۴ .

2.بحار الأنوار : ۹۴ / ۱۰۹ / ۱۵ .

الصفحه من 10