المناجاة - الصفحه 8

شَرِبوا بكأسِ الصَّفاءِ ، فأورَثَهُمُ الصَّبرَ على‏ طُولِ البَلاءِ ، فَقَرَّت أعيُنُهُم بما وَجَدوا منَ العِينِ ، حتّى‏ تَوَلَّهَت قُلوبُهُم في المَلَكوتِ ، وجالَت بَينَ سَرائرِ حُجُبِ الجَبَروتِ ، ومالَت أرواحُهُم إلى‏ ظِلِّ بَردِ المُشتاقينَ، في رِياضِ الرّاحَةِ ، ومَعدِنِ العِزِّ ، وعَرَصاتِ المُخَلَّدينَ .۱

۲۰۱۰۲.عنه عليه السلام- وهُو مُتَعَلِّقٌ بأستارِ الكَعبَةِ -: نامَتِ العُيونُ ، وعَلَتِ النُّجومُ ، وأنتَ المَلِكُ الحَيُّ القَيُّومُ ، غَلَّقَتِ المُلوكُ أبوابَها، وأقامَت علَيها حُرّاسَها ، وبابُكَ مَفتوحٌ للسّائلينَ ، جِئتُكَ لِتَنظُرَ إلَيَّ برَحمَتِكَ يا أرحمَ الرّاحِمينَ . ثُمّ أنشَأ يقولُ :

يا مَن يُجيبُ دُعا المُضطَرِّ في الظُّلَمِ‏يا كاشِفَ الضُّرِّ والبَلوى‏ مَع السَّقَمِ
قد نامَ وَفدُكَ حَولَ البَيتِ قاطِبَةًوأنتَ وَحدَكَ يا قَيّومُ لَم تَنَمِ
أدْعوكَ ربِّ دُعاءً قَد أمَرتَ بهِ‏فارحَمْ بُكائي بحقِّ البَيتِ والحَرَمِ
إنْ كانَ عَفوُكَ لا يَرجوهُ ذُو سَرَفٍ‏فمَن يَجودُ علَى العاصينَ بالنِّعَمِ؟!۲

۲۰۱۰۳.عنه عليه السلام- كانَ يَدعو بهذا الدُّعاءِ -: إلهي، وعِزَّتِكَ وجَلالِكَ وعَظَمَتِكَ ، لَو أنّي مُنذُ بَدَعتَ فِطرَتي - مِن أوّلِ الدَّهرِ - عَبَدتُكَ دَوامَ خُلودِ رُبوبِيَّتِكَ بكُلِّ شَعرَةٍ في كُلِّ طَرفَةِ عَينٍ سَرمَدَ الأبَدِ بحَمدِ الخَلائقِ وشُكرِهِم أجمَعينَ ، لَكُنتُ مُقَصِّراً في بُلوغِ أداءِ شُكرِ أخفى‏ نِعمَةٍ مِن نِعمَتِكَ علَيَّ .

1.بحار الأنوار : ۹۴ / ۱۲۷ / ۱۹ .

2.بحار الأنوار : ۴۶ / ۸۰ / ۷۵ . هذه الأبيات أنشدها الإمام زين‏العابدين عليه السلام ولم ينشئها ، إذ إنّ البيت الأوّل والثاني والرابع منها عين ما ورد من شعر منازل الذي فلج نصفُه وشلّ بسبب دعاء أبيه عليه عند البيت الحرام ، ولمّا تضرّع منازل إلى‏ أبيه بالعفو عنه وأقنعه بإتيان البيت الحرام ليستغفر له ونفرت به الناقة في الطريق وهلك ، جاء منازل إلَى البيت مستغيثاً ومستجيراً، فكان من قوله في جوف الليل : يا من يجيب دعا المضطرّ في الحرمِ‏يا كاشف الضرّ والبلوى‏ مع السَّقَمِ‏قد نام وفدك حول البيت وانتبهوايدعو وعينك يا قيّوم لم تَنَمِ‏هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي‏يامن أشار إليه الخلق في الحرمِ‏إن كان عفوك لا يلقاه ذو سرف‏فمن يجود علَى العاصين بالنِّعَمِ ؟ ! فسمعه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وأغاثه وعلّمه الدعاء المعروف بدعاء المشلول . وقدذكر الحديث كلّه والشعر والدعاء العلّامة المجلسيّ؛ في بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۸۰ .

الصفحه من 10