حول الکتاب الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - الصفحه 2

عرض نموذج من الإنسان الكامل والقرآن الناطق‏

لقد عرض الإمام الحسين عليه السلام - من خلال اغتنامه فرصة كربلاء الثمينة - نموذجاً كاملاً من القرآن الناطق والإنسان الكامل وجعلها في مرأى البشريّة ، وخلق ملحمة منقطعة النظير .
هذه الملحمة التي تجلّت فيها أنواع الخصال الإنسانيّة السامية ؛ مثل: الصبر والثبات ، والإيثار والتضحية ، والكرامة وعزّة النفس والإباء ، وطلب التحرّر ، والحفاظ على الهدوء والاطمئنان النفسي في ظلّ أصعب الظروف، وأمام أنواع الرذائل والجرائم والقسوة والبطش ، وقد تجلّت بشكل أثار إعجاب الملائكة إزاءها . ۱
وقد كان هذا العرض صريحاً وواضحاً وسافراً وعامّاً ، إلى درجة بحيث إنّ أعداء الإمام عليّ عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام لم يستطيعوا تشويه الصورة الوضّاءة للإمام الحسين عليه السلام أو تصوير ثورته الإلهيّة بشكل آخر .

1.«وقد عجبت من صبرك ملائكة السماوات» المزار الكبير : ص ۵۰۴ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۲۴۰ .

الصفحه من 10