لو قلت: فقد اُغرق نزعاً ولا تطيش سهامي» 1 .
وفي رواية ابن شهر آشوب أنّ الكميت قال موافقاً الإمام الباقر عليه السّلام على تصحيحه: يا مولاي أنت أشعر منّي في هذا المعنى 2 .
ويبدو أنّ الإمام الصادق عليه السّلام قد نهاه عن أن يقول (فما أُغرق نزعاً) لما يستبطن هذا القول من معنى التقصير في مدحهم وعدم الاعتناء في مودّتهم ، ولأنّه يدلّ على جواز سهم المحبّة عن هدفه على تقدير المبالغة في المدح والثناء، ولذلك غيّر عليه السّلام العبارة «فقد أُغرق نزعاً ولا تطيش سهامي» وهي أبلغ وأكمل في مقام إظهار المحبّة، ذلك لأنّ الشاعر إذا بالغ في الثناء على ممدوحه خرج عن الحقّ ، وقد يلجأ إلى الكذب في ما يثبته للمدوح، كما أنّ الرامي إذا أغرق نزعاً أخطأ الهدف، لكنّ المادح لأهل البيت عليهم السّلام لا يطيش سهم مودّته عن إصابة الغرض وإن بالغ في مدّ قوسها إلى حدّ الكمال، لأنّه يصيب هدف الحقّ والصدق ، ويكون مطابقاً لواقع الحال.
ويُحتمل أن يكون غرضه عليه السّلام من التصحيح هو مدح الكميت والثناء عليه، فكأنّه قال إنّك لم تقصّر في مدحنا وإظهار مودّتنا ، بل تبذل منتهى جهدك وغاية وسعك.
قافية النون
[ 47 ][البسيط]
أنْتَ الإمام الذي نَرْجو بطاعتِهِ-يَومَ النَّجاةِ من الرَّحمن غُفرانا
أوْضَحْتَ مِن أمْرِنا ما كان مُلْتبساً-جَزاكَ رُبُّك بالإحسانِ إحْسانا
القائل: شيخ من أهل الشام ، حضر صفّين مع أمير المؤمنين عليه السّلام ، وفي (كشف
1.شرح الهاشميّات: ۳۷ ـ ۳۸.
2.المناقب۴: ۲۰۷.