رسول الله صلّى الله عليه و آله ، واستدلّ به الإمام الصادق عليه السّلام على إيمان أبي طالب رضي الله عنه ، فقد قيل له عليه السّلام : إنّهم يزعمون أنّ أبا طالب كان كافراً؟ فقال عليه السّلام : «كذبوا، كيف يكون كافراً وهو يقول: (وأنشد البيت)؟» .
واستدلّ به الشيخ المفيد لنفس الغرض، فقد قال بعد إيراده: وفي هذا الشعر محض الإقرار برسول الله صلّى الله عليه و آله وبالنبوّة وصريحه بلا ارتياب ۱ .
[ 9 ][الطويل]
وكُمْتَاً مُدَمّاةً كأنّ مُتُونها-جَرى فَوقَها فاسْتَشْعَرَتْ لَونَ مُذْهَبِ
القائل: طُفيل بن عَوف الغَنوي، من قيس عيلان، شاعر جاهلي فحل، من الشجعان، اشتهر بوصف الخيل، وربّما سمي طفيل الخيل لكثرة وصفه لها، ويسمّى أيضاً الُمحبّر لتحسينه شعره، وقيل: لحسن وصفه للخيل، وقد عاصر النابغة الجعدي وزهير بن أبي سلمى، ومات بعد مقتل هرم بن سنان، وذلك في نحو السنة الثالثة عشرة قبل الهجرة، وله ديوان مطبوع ۲ .
التخريج: (التهذيب) 1: 74 ـ باب صفة الوضوء، والبيت من قصيدة طويلة في ديوان الشاعر يصف فيها الخيل والخباء، مطلعها:
وبيت تهبّ الريح في حجراته-بأرض فضاءٍ بابه لم يحجبِ
والبيت من شواهد سيبويه، وأورده الشنتمري في (النكت)، والمبرد في (المقتضب)، والأنباري في (الإنصاف) وغيرهم ۳ .
1.إيمان أبي طالب: ۳۳.
2.خزانة الأدب / البغدادي۹: ۴۶، الشعر والشعراء / ابن قتيبة: ۳۰۰، شرح شواهد المغني / السيوطي۱: ۳۶۲، الأعلام / الزركلي۳: ۲۲۸.
3.ديوان طفيل الغنوي: ۲۳، الكتاب / سيبويه۱: ۵۲، النكت في تفسير الكتاب / الشنتمري۱: ۲۱۴، الإنصاف في مسائل الخلاف / الأنباري۱: ۸۸، المقتضب / المبرد ۴: ۷۵.