الشواهدالشعرية ومناسباتهافي الكتب الأربعة الحديثيّة - الصفحه 10

أغلب علماء اللغة ومؤرّخيها ۱ .
وقد سُئل أبو الأسود : من أين لك هذا العلم؟ فقال: لقّنت حدوده من علي بن أبي طالب عليه السّلام ۲ .
وأخذ الدارسون عن أبي الأسود أُصول قواعد العربية، فكانت الأساس الأوّل الذي أُقيم عليه صرح الدراسات اللغوية والأدبية، حيث دوّنت أصول اللغة والنحو والصرف بعد استقراء كلام العرب ودراسة مختلف أساليبه، فكان للشعر النصيب الأوفر في تلك الدراسات، لأنّه أقلّ الفنون الأدبية تعرّضاً للتصحيف والتحريف، ذلك لكون الملكة الإنسانيّة أقدر على حفظ الشعر من غيره ـ باستثناء الكتاب الكريم ـ لما يختزن فيه من الوزن والقافية.
ومن هنا أصبحت الحاجة ماسّة إلى الشاهد الشعري لأغراض الاحتجاج اللغوي، فتوجّهت عناية علماء العربية إلى دراسة النصوص الشعرية وحفظها وشرحها ونقدها ، ومن ثمّ الاستدلال بها على صحّة قواعد اللغة والنحو والصرف ومعرفة شواذّها، كما عنوا بمعرفة اسم الشاعر وحدّدوا عصره ، وناقشوا في مدى صحّة نسبة الشعر إليه.
كما اعتنى به سائر المفسّرين والمحدّثين، لغرضٍ أجلّ وأسمى، إذ سخّروا ـ كما هو معلوم ـ طاقات اللغة العربية وآدابها، ويأتي الشعر في طليعتها، لخدمة النصّ الشرعي المقدّس.
وقد اشتهر عن ابن عباس رضي الله عنه كثرة استشهاده بشعر العرب في تفسيره، فإذا سئل عن شي ءٍ من القرآن أنشد فيه شعراً، وكان يقول: إذا قرأتم شيئاً من كتاب الله

1.راجع معجم الأدباء / ياقوت۱۲: ۳۴ و ۱۴: ۴۲، المزهر / السيوطي ۲: ۳۹۷، الخصائص / ابن جنّي۲: ۸، خزانة الأدب / البغدادي۱: ۲۸۱، شذرات الذهب / ابن العماد۱: ۷۶، شرح ابن أبي الحديد۱: ۲۰، صبح الأعشى / القلقشندي۱: ۳۵۰ و ۴۲۰ و ۳: ۱۵۱، فهرست ابن النديم: ۵۹.

2.وفيّات الأعيان / ابن خلّكان۲: ۵۳۷، مرآة الجنان / اليافعي۱: ۱۶۲، الإصابة۲: ۲۴۲.

الصفحه من 120