وأمّا ما قاله السائل: إن كلّ اسم للفاعل إذا لم يكن متعدّياً، فالفعول منه غير متعدٍ، فغلط أيضاً، لأنّا وجدنا كثيراً ما يعتبرون في أسماء المبالغة والتعدية وإن كان اسم الفاعل منه غير متعدّ، ألا ترى إلى قول الشاعر (وأنشد الشاهد).
ثمّ قال: فعدّى (كليل) إلى (موهناً) لما كان موضوعاً للمبالغة ، وإن كان اسم الفاعل منه غير متعدٍ، وهذا كثير في كلام العرب، ويدلّ على ذلك أيضاً قوله تعالى: وينزّل عليكم من السماء ماء اً ليطهّركم به۱ فكلّ ما وقع عليه إطلاق اسم الماء يجب أن يكون مطهّراً بظاهر اللفظ إلا ما خرج بالدليل.
[ 45 ][الوافر]
أقولُ لأُمّ زِنباعٍ أقِرّي-صُدُورَ العِيْسِ شَطْرَ بني تَميمِ
القائل: أبو جُندَب القِرَدي الهُذلي، شاعر جاهلي، عُرف عنه الإباء الشديد والوفاء، وهو مع عشرة إخوة له ـ منهم أبو خِراش الهذلي ـ كلّهم شعراء دُهاة سراع لا يدركهم أحدٌ عَدْوَاً، وكان أبو جندب ذا شرّ وبأس، وكان قومه يسمّونه المشؤوم ۲ .
ونسبه في (التهذيب) إلى هذيل، والظاهر تصحيف الهذلي.
التخريج: (التهذيب) 2: 42 ـ كتاب الصلاة ـ باب القبلة. ورواه أبو الفرج الأصفهاني في (الأغاني) ۳ .
شرح الغريب: أمّ زِنباع: امرأة الشاعر، وهي من بني كلب بن عوف، والبيت يقع ضمن قصيدة يخاطب بها الشاعر امرأته ، ذكر أبو الفرج (11) بيتاً منها في أغانيه، أقرّ الشي ء: أثبته وأمضاه، وفي (الأغاني): أقيمي، والشطر: النحو والجهة.
1.الأنفال: ۸ / ۱۱.
2.الأغاني / أبو الفرج ۲۱: ۲۱۵ و۲۲۳ ـ ۲۲۶ في ترجمة أبي خراش.
3.الأغاني / أبوالفرج ۲۱: ۲۲۴.