وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا؟
فقال له عليه السّلام : «وتظنّ أنّه كان قضاءً حتماً وقدراً لازماً؟! إنّه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر من الله، وسقط معنى الوعد والوعيد، فلم تكن لائمةٌ للمذنب ، ولا محمدة للمحسن، ولكان المذنب أولى بالإحسان من المحسن، ولكان المحسن أولى بالعقوبة من المذنب، تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان، وخصماء الرحمن، وحزب الشيطان، وقدرية هذه الأمّة ومجوسها، إنّ الله تبارك وتعالى كلّف تخييراً، ونهى تحذيراً، وأعطى على القليل كثيراً، ولم يُعص مغلوباً، ولم يطع مكرهاً، ولم يملّك مفوّضاً، ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً، ولم يبعث النبيين مبشّرين ومنذرين عبثاًذلك ظنّ الذين كفروا فويلٌ للذين كفروا من النار۱». فأنشأ الشيخ يقول (وأنشد البيتين). انتهى.
وزاد في بعض ما ذكرنا من المصادر على البيتين أبياتاً اُخرى، فوصلت في (الفصول المختارة) إلى تسعة أبيات.
[ 48 ][الرجز]
إذا جَعَلنا۲ثافِلاً يمينا-فلن نعودَ بَعْدَها۳سِنينا
لِلْحَجِّ والعُمْرَةِ مابَقِينا
القائل: يزيد بن معاوية لعنه الله.
وفي (معجم البلدان): عمر بن يزيد بن معاوية ، وقال: روي أنّه كان ليزيد بن
1.سورة ص: ۳۸ / ۲۷.
2.في إحدى روايتي التهذيب: تركنا، وفي معجم البلدان: جَعَلنَ، وفي الفقيه: نزلنا، والظاهر أنّه تصحيف (تركنا) كما في روضة المتّقين في شرح من لا يحضره الفقيه.
3.في الفقيه: بعده.