الشواهدالشعرية ومناسباتهافي الكتب الأربعة الحديثيّة - الصفحه 115

الملاحم، وكان يقول: إنّ الحسين رضي الله عنه قال لي: إنّك تقتل، يقتلك عبيدالله بن زياد بالجازر ۱ .
وقال ابن الحُرّ: إنّ ابن أبي عقب كان يخبرني عن الحسين رضي الله عنه أشياء يَكْذِبُها عليه، ويزعم أنّ ابن زياد يقتله، فأتاه عبيدالله بن الحر ليلاً مشتملاً على السيف، فناداه فخرج إليه، فقال: أبلغ معي إلى حاجة لي. فخرج معه ابن أبي عقب، فلمّا برز إلى السبخة ضربه بالسيف حتى مات ۲ .
وهذا يعني أنّه قُتل في حياة ابن زياد، وأنّ الذي اغتاله هو عبيدالله بن الحر، لكن ذلك معارض بما قدّمناه عن الشيخ الطوسي، وخبره يصدّق الرواية التي زعم ابن الحرّ بسببها أنّ ابن أبي عقب يكذب على الحسين عليه السّلام ، فقد بقي ابن أبي عقب حتى كان في الجيش الذي قاتل ابن زياد بالخازر، ولا ندري لعلّه كان أحد القتلى في تلك الوقعة ليتمّ صدق إخباره عن المعصوم عليه السّلام ، لكن لم أجد ما يدلّ على ذلك في ما أُتيح لي بحثه في كتب الحديث والتاريخ ، كما أنّه ليس هناك ما يدلّ على بقائه بعد تلك الوقعة .
وعليه لا تخلو رواية ابن حبيب من أيادي الوضع والدسّ الأموية الهادفة إلى النيل من أخبار المعصومين وتشويه سمعة أصحابهم فضلاً عن تتبّعهم بالقتل والسجن والتعذيب والتشريد.
ومهما يكن الأمر ، فإنّ تمثّل المعصوم بهذا البيت ۳ وتصديقه له رغم كونه من شعر الملاحم على ما سيأتي في بيان المناسبة، وتعبير ابن أبي عقب عن أمير المؤمنين عليه السّلام بخليلي على ما تقدّم عن الشيخ، واعتماد كتابه في بعض مصادر أصحابنا،

1.الجازر: قرية من نواحي النهروان من أعمال بغداد، والموضع الذي كانت فيه الوقعة بين ابن زياد وجيش المختار هو الخازر على ما قدّمناه.

2.أسماء المغتالين / ابن حبيب: ۱۷۳ (من نوادر المخطوطات ـ المجلّد الثاني).

3.أي قوله: «وينحر بالزوراء منهم لدى الضحى...».

الصفحه من 120