الشواهدالشعرية ومناسباتهافي الكتب الأربعة الحديثيّة - الصفحه 13

طبقة الإسلاميين، فالأغلب على صحّة الاستشهاد بشعرهم حتى منتصف القرن الثاني الهجري، وجعلوا إبراهيم بن هَرْمة ۱ ت بعد سنة 150 هـ آخر شعراء الإسلاميين المحتجّ بشعرهم.
واقتصر بعض العلماء كأبي عمرو بن العلاء على الأخذ من الجاهليين والمخضرمين دون غيرهم ۲ .
أمّا الطبقة الرابعة من الشعراء فلا يُحتجّ بكلامهم للغرض اللفظي مطلقاً، وجعلوا بشّار بن برد ت 167 هـ رأس المحدّثين غير المحتجّ بكلامهم، وعلّلوا استشهاد سيبويه ببعض شعر بشّار في (الكتاب) بالتقرّب إليه واتّقاء شرّ لسانه، لأنّه كان قد هجاه لتركه الاحتجاج بشعره ۳ .
ومن حيث الدائرة المكانية، أو القبائل التي أخذوا عنها، فقد اختلفت درجاتها في الاحتجاج بحسب قربها أو بعدها من الاختلاط بالأمم المجاورة، فاعتمدوا كلام القبائل الواقعة في قلب جزيرة العرب، وردّوا كلام القبائل التي على السواحل ، أو في الحواضر ، أو في جوار غير العرب من الأمم الأخرى، وقد صنّف ذلك أبو نصر الفارابي في (الاحتجاج) فذكر أنّ أجود العرب انتقاءً للأفصح هم قريش، ويليهم قيس، وتميم، وأسد ، وهذيل، وبعض كنانة، وبعض الطائيين ، ولم يؤخذ من غيرهم من سائر القبائل.

1.وهو إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هَرْمة الفهري، أبو إسحاق ، من مخضرمي الدولتين الأموية والعبّاسية، توفّي نحو سنة ۱۵۰ هـ ، وقيل: سنة ۱۷۶ هـ . قال الأصمعي: ختم الشعر بإبراهيم بن هَرْمة، وهو آخر الحجج، راجع: الشعر والشعراء / ابن قتيبة: ۵۰۹، خزانة الأدب البغدادي۱: ۴۲۴، الأغاني / أبو الفرج۴: ۳۶۷، النجوم الزاهرة۲: ۸۴، البداية والنهاية / ابن كثير۱۰: ۱۷۵، تاريخ بغداد۶: ۱۲۷، أعلام الزركلي۱: ۵۰، الذريعة / آقا بزرك۱: ۳۱۴.

2.خزانة الأدب / البغدادي۱: ۶.

3.خزانة الأدب / البغدادي۱: ۸.

الصفحه من 120