الشواهدالشعرية ومناسباتهافي الكتب الأربعة الحديثيّة - الصفحه 14

وعلى هذا الأساس استثنوا القبائل القاطنة بجوار اليونان كتغلب والنمر، والقبائل المجاورة لأهل مصر والقبط كلخم وجذام، والقبائل المجاورة لأهل الشام كقضاعة وغسّان وإياد، والقبائل المجاورة للنبط والفرس والهند والحبشة كبكر وعبدالقيس وأزد عُمان وأهل اليمن، والقبائل المخالطة لتجّار الأمم المقيمين عندهم كبني حنيفة وسكّان اليمامة وثقيف وسكان الطائف وحاضرة الحجاز ۱ .
على أنّ دائرة الاستشهاد تتّسع وتضيق بحسب مدارس اللغة والنحو التي نشأت في الحواضر الإسلامية، فالمدرسة البصرية شدّدت أشدّ التشدّد في رواية الأشعار والأمثال والخطب ضمن الدائرة المشار إليها، واشترطوا في الشواهد المعتمدة لوضع القواعد أن تكون جارية على ألسنة العرب وكثيرة الاستعمال في كلامهم بحيث تمثّل اللغة الفصحى خير تمثيل، وحينما يواجهون بعض النصوص التي تخالف قواعدهم، كانوا يرمونها بالشذوذ أو يتأوّلونها حتى تنطبق عليها قواعدهم.
أمّا أقطاب المدرسة الكوفية فقد اتّسعوا في الرواية عن جميع العرب بدواً وحضراً، واعتدّوا بأقوال وأشعار المتحضّرين من العرب ممّن سكنوا حواضر العراق، واعتمدوا الأشعار والأقوال الشاذّة التي سمعوها من الفصحاء العرب والتي وصفها البصريون بالشذوذ.
وتوسّع بعض أعلام المدرسة البغداديّة في الأخذ والاستشهاد بأشعار الطبقة الرابعة ، فقد استشهد الزمخشري بشعر أبي تمام ت231هـ وقال : هو وإن كان محدثاً لا يستشهد بشعره في اللغة ، فهو من علماء العربية ، فأجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه ۲ ، واستشهد الرضي الأسترآبادي شارح أبيات كافية ابن الحاجب بشعر أبي تمام أيضاً في عدّة مواضع من شرحه ۳ .

1.خزانة الأدب / البغدادي۱: ۶.

2.من تاريخ النحو / سعيد الأفغاني : ۲۰ ـ ۲۲ .

3.تفسير الكشّاف / الزمخشري۱: ۸۶.

الصفحه من 120