الشواهدالشعرية ومناسباتهافي الكتب الأربعة الحديثيّة - الصفحه 16

وهشام الضرير من أئمّة الكوفين، لم يستدلّوا بما وقع في الأحاديث على إثبات القواعد الكليّة في لسان العرب، وكذا غيرهم من نحاة الأقاليم كنحاة بغداد وأهل الأندلس ۱ .
على أنّه لم يرد تصريح من النحاة المذكورين في هذا الأمر، لكن بعض المتشدّدين من متأخّري النحاة ۲ ذكر أنّ الأسباب التي منعت هؤلاء من الاحتجاج بالحديث تتلخّص بأمرين:
الأولّ: أنّ الأحاديث لم تُنقل كما سُمِعت من النبي صلّى الله عليه و آله لجواز رواية الحديث بالمعنى.
الثاني: أنّ كثيراً من رواة الحديث كانوا غير عربٍ بالطبع، فوقع اللحن وغير الفصيح في كلامهم وهم لا يعلمون ۳ .

2 ـ المجوّزون

ومقابل هؤلاء وقف فريق من أئمّة النحو إلى جانب الحديث، فاستشهدوا به في ألفاظ اللغة وتراكيبها ، منهم السهيلي ت 581 في أماليه، وأبو الحسن الحضرمي المعروف بابن خروف ت 609 هـ ، شارح كتاب سيبويه، وابن مالك ت 672 هـ والذي أكثر الاستشهاد بالحديث في (شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح)، والرضي الأسترآبادي ت 686 هـ ، شارح أبيات كافية ابن الحاجب ، والذي زاد الاحتجاج بحديث أهل البيت عليهم السّلام ، وابن هشام ت 761 هـ ، وغيرهم كثير ۴ .

1.خزانه الأدب / البغدادي۱: ۱۰.

2.ومنهم أبو الحسن ابن الضائع ت ۶۸۰ هـ ، وأبو حيّان ت ۷۴۵ هـ ، وهما من أشدّ المانعين من الاحتجاج بالحديث للأغراض النحوية.

3.راجع المعجم المفصّل / ميشال عاصي وإميل بديع۱: ۴۸، خزانة الأدب / البغدادي۱: ۱۱ و۱۳.

4.راجع تحرير الرواية في تقرير الكفاية / ابن الطيّب الفاسي: ۹۸، وخزانة الأدب / البغدادي۱: ۹.

الصفحه من 120