الشواهدالشعرية ومناسباتهافي الكتب الأربعة الحديثيّة - الصفحه 22

المشتملة على محاسن البيان، والتي تتضمّن جوامع الحكم والنصائح والمواعظ البليغة التي تنتهي بسجع مطبوع يكشف عن مدى العناية بخصوص ألفاظها ۱ .
ومن الحديث ما دُوِّن في زمان النبي صلّى الله عليه و آله أو بعده بقليل رغم شروط المنع، ومن ذلك كتبه إلى العمّال والأمراء والملوك ، وبعض كتب وصحف الصحابة المدوّنة من حديثه صلّى الله عليه و آله ، فقد كان لأمير المؤمنين علي عليه السّلام صحيفة من حديث الرسول صلّى الله عليه و آله ۲ ، وله كتاب بخطّه وإملاء الرسول صلّى الله عليه و آله لا يفارق قائم سيفه ، أو قراب سيفه ۳ ، وكان عبدالله بن عمرو يكثر من كتابة الحديث ، وله صحيفة تُسمى الصحيفة الصادقة ۴ ، وكان أنس بن مالك يكتب الحديث بين يدي رسول الله صلّى الله عليه و آله ۵ ، ولجابر بن عبدالله الأنصاري صحيفة مشهورة من حديثه صلّى الله عليه و آله ۶ ، ولمعاذ بن جبل كتاب يحتوي على عدّة أحاديث ۷ ، وغيرهم كثير ، كما أنّ من الحديث ما روي بطرق متعدّدة تصل إلى حدّ التواتر اللفظي ، وقد تسالم فيه جميع الرواة على لفظٍ واحدٍ دون تبديلٍ أو تغيير.
وكلّ هذه الموارد ممّا لا تصدق عليه الرواية بالمعنى، ومنها يتبين أنّ تعميم حكم إخراج الحديث عن دائرة الاحتجاج لعلّة روايته بالمعنى ـ كما ادّعي ـ لا يمكن قبوله، ولا التصديق بنسبته إلى النحاة المتقدّمين ، إذ من البعيد جدّاً عدم التفاتهم إلى فساد تلك العلّة، وعليه فلابدّ أن تكون الأسباب الحقيقيّة هي غير التحديث

1.راجع المصدر نفسه ص: ۲۰.

2.راجع فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر۱: ۱۶۶، إرشاد الساري / القسطلاني۱: ۳۵۸ ـ ۳۵۹.

3.العلل / أحمد بن حنبل۱: ۳۴۶ / ۶۳۹، رجال النجاشي: ۳۶۰ / ۹۶۶.

4.راجع المحدّث الفاصل / الرامهرمزي: ۸۲ ـ ۸۳، أُسد الغابة۳: ۳۲۰.

5.تقييد العلم / الخطيب: ۹۵ ـ ۹۶.

6.الطبقات الكبرى / ابن سعد۵: ۴۶۷.

7.حلية الأولياء / أبو نعيم۱: ۲۴۰.

الصفحه من 120