الشواهدالشعرية ومناسباتهافي الكتب الأربعة الحديثيّة - الصفحه 29

حلقات متواصلة على امتداد التاريخ، تتوارثه الأجيال عصراً بعد عصر ۱ .
قال ابن أبي الحديد: وحسبك أنّه لم يدوّن لأحدٍ من فصحاء الصحابة العُشر ولا نصف العُشر ممّا دوّن له عليه السّلام ۲ .
وقال المسعودي: وقد حفِظ عنه من خطبه في سائر مقاماته أربعمائة خطبة ونيف وثمانين خطبة، يوردها على البديهة، تداول عنه الناس ذلك قولاً وعملاً ۳ .
واليوم يعدّ كتاب نهج البلاغة ـ وهو الذي اختاره السيد الرضي من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام ـ ثالث أعمدة الثقافة الإسلامية بعد كتاب الله سبحانه وسنّة الرسول المصطفى صلّى الله عليه و آله ، وقد جمع فيه السيد الشريف الرضي عجائب البلاغة وغرائب الفصاحة وجواهر العربية وثواقب الكلم الدينية والدنيويّة ما لا يوجد مجتمعاً في كلام ولا مجموع الأطراف في كتاب ۴ .
ولا ريب بكون النحاة على يقين تامّ من فصاحة إمام الفصحاء وسيد البلغاء بعد النبي صلّى الله عليه و آله حتى قيل في وصف كلامه عليه السّلام : إنّه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين ۵ ، فلِمَ لم يحتجّ به النحاة إذن مع علمهم الأكيد بأنّ الاحتجاج بكلامه عليه السّلام للأغراض اللغوية والبلاغية والصرفية، يعني الاحتجاج بالذروة القصوى من فصاحة العرب وبلاغتهم؟!
وكذلك الحال مع كلمات الزهراء عليها السّلام التي رُبّيت في حجر النبي صلّى الله عليه و آله ثمّ في بيت الوصي عليه السّلام ، ولها خطبتان مشهورتان في غاية الفصاحة والبلاغة والمتانة والشهرة، وهما حريّتان بالبحث والدراسة لما فيهما من سبك لغوي متين ومضامين بلاغية

1.راجع الذريعة۷: ۱۸۷ ـ ۱۹۱، أعيان الشيعة۱: ۱۴۰ ـ ۱۴۲، مجلّة تراثنا العدد۵: ۲۷ ـ ۶۱.

2.شرح نهج البلاغة۱: ۲۵.

3.مروج الذهب۲: ۴۳۱.

4.نهج البلاغة: ۳۴ ـ مقدّمة المصنّف.

5.شرح ابن أبي الحديد۱: ۲۴.

الصفحه من 120