الشواهدالشعرية ومناسباتهافي الكتب الأربعة الحديثيّة - الصفحه 34

المعرفية إلى ذلك ، لوجدوا مجالاً خصباً لمثل هذه الدراسات، ممّا يسلّط الضوء على كثير من المعالم الخفية في هذا التراث العريق.
والشعر باعتباره أحد عناصر الرواية في حديث أهل البيت عليهم السّلام ، وبالنظر لأهيمّة الشاهد الشعري في التفسير والحديث ومدخليّته في مختلف فروع العلم، فدراسته في الكتب الأربعة تشكّل خطوة مهمّة تفتح الطريق أمام آفاق الدراسات اللغوية المعمّقة، وتكشف عن طريقة أئمتنا عليهم السّلام وأصحابهم وعلمائنا المتقدّمين في التعامل مع النصّ الشعري وطريقة الاستفادة منه، ومنهجهم في الاستشهاد اللغوي.
هذا فضلاً عن أنّ دراسة النصوص الشعرية في الكتب الأربعة تشكّل مادّة أساسية يستعين بها الباحث والمحقّق في ضبط الأشعار وتحقيق نسبتها وشرحها وتخريجها، ممّا يعود بالخير الوفير على دراسة أحاديث أهل البيت عليهم السّلام المشتملة على تلك النصوص الشعرية، وذلك من خلال الوقوف على الأغراض العلمية والمناسبات المختلفة التي استدعت وجود مثل هذا النمط من الأحاديث الشريفة في كتبنا الأربعة.
والنصوص الشعرية في الكتب الأربعة يبلغ مجموعها (52) نصّاً شعريّاً، على ما أحصيناه، وهي على نحوين:

الأوّل: الشواهد الشعرية:

ومجموعها في الكتب الأربعة: خمسة وعشرون شاهداً، وقد استخدمت في شتى الأغراض اللفظية والمعنوية المختلفة وجرت على وفق منهج اللغويين الذي ذكرناه أوّلاً، فشواهد الشيخ الطوسي في (التهذيب) مثلاً لا تخرج عن دائرة الاستشهاد اللغوي التي حدّها النحاة واللغويون، وقد شدّد الشيخ في مقدّمة تفسيره (التبيان) على أن يكون الشاهد الشعري معلوماً وشائعاً بين أهل اللغة سيّما في مجال التفسير حيث قال: ومتى كان التأويل يحتاج إلى شاهدٍ من اللغة ، فلا يقبل

الصفحه من 120