الشواهدالشعرية ومناسباتهافي الكتب الأربعة الحديثيّة - الصفحه 40

التخريج: (الكافي) 4: 24/3 ـ كتاب الزكاة ـ باب من أعطى بعد المسألة. وأورده ابن شهر آشوب في (المناقب) ۱ ، والحرّ العاملي في (الوسائل) ۲ ، والعلامة المجلسي في (البحار) ۳ ، والبحراني في (العوالم) ۴ ، والسيد هاشم البحراني في (حلية الأبرار) ۵ .
شرح الغريب: ماء الوجه: نضارته ورونقه، يقول: متى قصدت إلى الجواد أو الممدوح بحاجةٍ أو مسالةٍ، رجعت منه بعطاء، فهو لا يردّ سائلاً، ولا يخيّب آملاً، ومن هنا فإنّ السائل لا يبذل ماء وجهه لردّ طلبته، بل يحافظ على رونقه وبهائه.
الشاهد فيه: ورد هذا البيت في حديث الإمام الرضا عليه السّلام عن استحباب الستر على السائل والمحافظة على كرامته وعزّته عند قضاء حاجته، فقد أعطى عليه السّلام سائلاً مائتي دينار، وستر وجهه عن السائل حين العطيّة، فسُئِل عن علّة ذلك، فقال عليه السّلام : «مخافة أن أرى ذُلّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته، أما سمعت حديث رسول الله صلّى الله عليه و آله : المستتر بالحسنة يعدل سبعين حجّة، والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بها مغفورٌ له؟ أما سمعت قول الأوّل؟...» وأنشد عليه السّلام البيت .

قافية الباء

[ 3][الرجز]

يا ربّ إمّا يَغْزُونْ بطالِبْ-في مِقْنَبٍ مِن هذه المَقانِبْ
في مِقنَبِ المُغالِبِ الـمُحارِبْ-بجَعْلِهِ المَسْلُوبَ غَيرَ السالِبْ
وَجَعْلِهِ الـمَغْلُوبَ غَيرَ الغَالِبْ
القائل: طالب بن أبي طالب
وهو أكبر أولاد أبي طالب رضي الله عنه وبه كان يكنّى، وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف ۶ ، وكان شاعراً ۷ ، ولم يعقّب ۸ .
وكان طالب ربيباً لعمّه العباس بن عبدالمطّلب رضي الله عنه ، فقد روى البلاذري وعلي ابن الحسين الأصفهاني أنّ قريشاً أصابتها أزمة وقحط، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله لعمّيه حمزة والعباس: «ألا نحمل ثقل أبي طالب في هذا المحل؟» فجاء وا إليه وسألوه أن يدفع إليهم ولده ليكفوا أمرهم، فقال: دعوا لي عقيلاً وخذوا من شئتم، فأخذ العباس طالباً، وأخذ حمزة جعفراً، وأخذ محمّد صلّى الله عليه و آله علياً عليه السّلام ۹ .
وكان طالب مع بقية إخوته وأهله في شِعب أبي طالب أيّام حصار قريش لنبي هاشم ۱۰ .
وتظاهرت الأخبار أنّ قريشاً قد ألزمت طالباً النهضة معها في بدر الكبرى، فخرج مكرهاً، ثمّ فُقِد فلم يُعلَم له خبر، ومن ذلك ما رواه الطبري عن ابن الكلبي، قال: شخص طالب بن أبي طالب إلى بدر مع المشركين، وأُخرج كرهاً، فلم يوجد في الأسرى، ولا في القتلى، ولم يرجع إلى أهله ۱۱ .
ويستفاد من بعض المؤّرخين أنّه قد أغرق نفسه، أو أنّه عاد إلى مكّة، فقد قال

1.المناقب۴: ۳۶۱.

2.وسائل الشيعة۹: ۴۵۷ / ۲.

3.بحار الأنوار۴۹: ۱۰۱ / ۱۹.

4.عوالم الإمام الرضا عليه السّلام ۲۰۰ / ۲.

5.حلية الأبرار۴: ۳۷۶ / ۲.

6.المحبّر / ابن حبيب: ۴۵۷، ـ المعارف / ابن قتيبة : ۱۲۰.

7.تاريخ الطبري۲: ۴۳۹، الكامل / ابن الأثير۲: ۱۲۱.

8.المعارف / ابن قتيبة: ۱۲۰، جمهرة النسب / الكلبي: ۳۰.

9.شرح ابن أبي الحديد ۱ : ۱۵ .

10.شرح ابن أبي الحديد۱۴: ۶۵.

11.تاريخ الطبري۲: ۴۳۹، الكامل في التاريخ۲: ۱۲۱.

الصفحه من 120