الشواهدالشعرية ومناسباتهافي الكتب الأربعة الحديثيّة - الصفحه 43

وخير بني هاشمٍ أحمدٌ-رسول الإله على فترهْ ۱
وممّا تقدّم يعلم بأنّ ما قاله ابن قدامة الحنبلي من أنّه لم يسلم ۲ هو مجرّد ادّعاء لا دليل عليه في خبرٍ ولا أثر ، بل قام الدليل على خلافه .
أمّا الشعر الذي نسبه ابن هشام في السيرة إلى طالب بن أبي طالب ۳ في رثاء أصحاب القليب من قريش بعد أحداث معركة بدر، فالمعروف أنّ طالباً كان مفقوداً في بدر ولم يعرف له أيّ خبر بعدها فكيف روي عنه هذا الشعر؟ فهو إمّا منحول عليه ، أو أنّه غير صحيح النسبة ، وإذا سلّمنا بصحّة النسبة فإنّه يُستفاد من الشعر مدحه للرسول صلّى الله عليه و آله وإقراره بكونه خير البشر، وتذكير قريش بآلاء الله سبحانه حيث يقول:

ألم تعلموا ما كان في حرب داحسٍ-وجيش ابن يكسوم إذ ملأوا الشِّعبا
فلولا دفاع الله لا شي ء غيره-لأصبحتم لا تمنعون لكم سِربا
فما إن جنينا في قريش عظيمة-سوى أنّ حمينا خير من وطئ التُّربا
إلى آخر القصيدة ، فلعلّه خلط بين قصيدتين ، ونسبهما إلى طالب ، أحدهما لطالب وهي تجري على هذا النَفَس ، والأخرى على نَفْس الوزن والقافية في رثاء قتلى قريش ، وإلا فكيف يمكن التوفيق بين مضامينها المتعارضة؟

1.شرح ابن أبي الحديد۱۴: ۷۸، الدرجات الرفيعة: ۶۳، ونُسِب هذا الشعر إلى أبي طالب رضي الله عنه أيضاً، راجع شعر أبي طالب وأخباره / أبوهفّان : ۷۸.

2.التبيين في أنساب القرشيين: ۱۱۱.

3.السيرة النبويّة / ابن هشام۳: ۲۷.

الصفحه من 120