التخريج: (الفقيه) 4: 261 ـ باب النوادر، والبيت هو السادس والأربعون من أوّل قصيدة في الديوان وهي تقع في 131 بيتاً، ومطلعها :
ما بال عينك منها الماء ينسكبُ-كأنّه من كُلى مفريّة سَرِبُ۱
شرح الغريب: يصف في هذا البيت الحمر الوحشية، فيقول: تنصّبت: أي صارت قياماً حول الفحل، تراقبه: أي تنتظر إيراده إيّاهنّ الماء، وصحرٌ: جمع أصحر، وهو الذي يضرب لونه إلى الحمرة، وهذا اللون يكون في الحمار الوحشي، وقيل: هو بياض في صفرة، وسماحيج: جمع سَمْحَج، وهو الطويل الظهر، والقَبَبُ: دقّة الخصر وضمور البطن.
الشاهد فيه: قوله (قَبَب) فقد أورده الشيخ الصدوق في بيانه لإحدى وصايا الرسول الأعظم صلّى الله عليه و آله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام والتي يقول فيها: «يا علي، العيش في ثلاثة: دار قوراء ۲ ، وجارية حسناء، وفرس قبّاء».
قال الشيخ الصدوق: سمعت رجلاً من أهل المعرفة باللغة بالكوفة يقول: الفرس القبّاء: الضامرة البطن، يقال: فرس أقبّ وقبّاء، لأنّ الفرس يذكّر ويؤنّث، ويقال للأنثى قباء لا غير ، ثمّ أورد الشاهد .
[ 6 ][البسيط]
قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أنْبَاءٌ وهَنْبَثَةٌ-لَوْ كُنتَ شاهِدَها لم تَكْثرِ الخُطَبُ
إنّا فَقَدْناكَ فَقْدَ الأرضِ وَابِلَها-واختَلَّ قَومُكَ فَاشْهَدْهُم ولا تَغِبِ۳
1.ديوان ذي الرُّمّة: ۱۲.
2.أي واسعة.
3.في هذا البيت إقواء بيّن، فقد ورد حرف الروي في جميع القصيدة مرفوعاً إلا في هذا البيت فإنّه مجرور، وفي بعض المصادر: فاشهدهم فقد نكبوا، وعلى ذلك لا إقواء في البيت.