وقد كانت ندبتها لأبيها صلّى الله عليه و آله حينما تظاهر القوم على منعها حقّها في إرث أبيها المصطفى صلّى الله عليه و آله ، وإجماعهم على غصب الخلافة والوصاية الإلهية من عترة النبي الأكرم صلّى الله عليه و آله ، فقد روى الشيخ المفيد بالإسناد عن زينب بنت علي بن أبي طالب عليه السّلام قالت: لما اجتمع رأي أبي بكر على منع فاطمة عليها السّلام فدكاً والعوالي، وآيست من إجابته لها، عدلت إلى قبر أبيها رسول الله صلّى الله عليه و آله فألقت نفسها عليه، وشكت إليه ما فعله القوم بها، وبكت حتى بلّت تربته بدموعها وندبته، ثمّ قالت في آخر ندبتها، وانشدت ثمانية أبيات من القصيدة منها البيتان المتقدّمان ۱ .
وهذه القصيدة جاء ت في أغلب المصادر التي ذكرناها بعد خطبة الزهراء عليها السّلام التي بيّنت فيها فضل أهل البيت عليهم السّلام وحقّهم، ونازعت فيها القوم وناظرتهم وأقامت الدليل القاطع والحجّة الظاهرة على حقّها في إرث أبيها صلّى الله عليه و آله ، ولكنّهم أبوا سماع نداء الحقّ ، وأصرّوا على اغتصاب حقّها، وكأنّهم لم يسمعوا وصيّة المصطفى صلّى الله عليه و آله «فاطمة بضعة منّي، يؤذيني ما يؤذيها» ۲ فودّعت الحياة وهي غضبي عليهم، فأوصت أن لا يحضروا جنازتها ولا الصلاة عليها، وسيلاقون إثم ما قدّمت أيديهم ذلك «لأنّ الله يغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها» ۳ .
[ 7 ][الطويل]
لهُ كَفَلٌ كالدَّعْصِ لَبّدَهُ النَّدى-إلى حاركٍ مثلِ الرتّاج المضَبّب
القائل: امرؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكندي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، أصله من اليمن، ومولده بنجد، وقيل: باليمن، ويعدّ من الطبقة الأولى، ومن
1.الأمالي / المفيد: ۴۰ / ۸ .
2.صحيح مسلم۴: ۱۹۰۳ / ۹۴، سنن الترمذي۵: ۶۹۹ / ۳۸۶۹، المستدرك/ الحاكم۳: ۱۵۹، مسند أحمد۴: ۵.
3.المستدرك / الحاكم۳: ۱۵۴، المعجم الكبير / الطبراني۱: ۱۰۸/۱۸۲، و۲۲ : ۴۰۱/۱۰۰۱.