أموالهم إلى أموالكم 1 أي مع أموالكم وقال تعالى حاكياً عن عيسى عليه السّلام : مَن أنصارى إلى الله 2 أي مع الله، ويقال: فلان ولي الكوفة إلى البصرة، ولا يراد الغاية، بل المعنى فيه مع البصرة، ويقولون: فلان فعل كذا، وأقدم على كذا، هذا إلى ما فعله من كذا، أي مع ما فعله.
ثمّ استشهد بالبيت وقال: وهذا أكثر من أن يحتاج إلى الإطناب فيه، وإذا ثبت أن (إلى) بمعنى (مع) دلّ على وجوب غسل المرافق أيضاً.
[ 8 ][الطويل]
ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً-نبياً كموسى خُطَّ في أوّل الكتب
القائل: أبو طالب رضي الله عنه ، وهو عبدمناف بن عبدالمطّلب بن هاشم، عمّ الرسول المصطفى صلّى الله عليه و آله ، وأبو أمير المؤمنين عليه السّلام ، من سادات قريش ورؤسائها وأبطالها المعدودين، ومن أبرز خطبائها العقلاء، وحكمائها الأُباة ، وشعرائها المبدعين.
كفل رسول الله صلّى الله عليه و آله بعد وفاة عبدالمطّلب ، وأحبّه حبّاً شديداً، وقدّمه على ولده جميعاً، فكان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه، ولمّا ابتدأت دعوة الإسلام كان أبو طالب هو الحامي للرسول صلّى الله عليه و آله والمدافع عنه وعن أصحابه من المؤمنين، وكان يحرّض بني هاشم جميعاً وأحلافهم من بني المطّلب على نصرة النبي صلّى الله عليه و آله . قال ابن سعد: ثمّ إنّ أبا طالب دعا بني عبدالمطّلب، فقال: لن تزالوا بخيرٍ ما سمعتم من محمّد وما اتّبعتم أمره، فاتّبعوه وأعينوه ترشدوا.
وتحمّل مع النبي صلّى الله عليه و آله ورهطه الهاشميين الحصار العسير في شعب أبي طالب، وبعدثلاث سنوات من الحصار لبّى أبوطالب نداء ربّه في السنة العاشرة للبعثة النبوية المباركة، وقال رسول الله صلّى الله عليه و آله : «مانالت قريش منّي شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب».