وتولّى غسله وتكفينه وتحنيطه ابنه علي أمير المؤمنين عليه السّلام بأمر رسول الله صلّى الله عليه و آله ، وقال صلّى الله عليه و آله : «أما والله لأشفعنّ لعمّي شفاعةً يعجب منها أهل الثقلين»^۱.
أمّا إيمان أبي طالب رضي الله عنه فهو أمر مفروغ منه، وغاية الأمر أنّه كان يكتم إيمانه لمصالح خاصّة تطلَّبتها الدعوة الإسلامية في مراحلها المبكّرة، يدلّ على ذلك سيرته العملية في التعامل مع الرسول صلّى الله عليه و آله ورسالته، ومن تصفّح ديوان شعره يجد صريح إقراره بالتوحيد ، واعترافه بالنبوّة ، وتصديقه بالرسول صلّى الله عليه و آله ، ولا يجحد ذلك إلا مكابر أو معاند للحقّ ، وقد كتب جماعة من كبار علماء الإسلام في سيرة أبي طالب رضي الله عنه وما يثبت إسلامه وحسن إيمانه ^۲ .
التخريج: (الكافي) 1: 449 / 29 ـ كتاب الحجّة ـ أبواب التواريخ ـ باب مولد النبي صلّى الله عليه و آله ووفاته، وأورده أبوهفّان في (ديوان أبي طالب)، وابن هشام في (السيرة)، وابن إسحاق في (السيرة)، والسهيلي في (الروض الأُنف)، وابن أبي الحديد في (شرح النهج)، وابن كثير في (البداية والنهاية)، والبغدادي في (الخزانة)، والشيخ المفيد في (إيمان أبي طالب)، و(الفصول المختارة) ^۳ .
المناسبة: هذا البيت من قصيده قالها أبو طالب رضي الله عنه حين تظاهرت قريش على