وهماً، ويكون عطفاً على (راحل) ۱ ، ويمكن أن يكون المراد بخاطب الأمر ۲ ، وإنّما جرّ لإطلاق الشعر.
[ 12 ][الخفيف]
فَرْوَ جُودي بدَمْعِكِ المَسْكوبِ-. . . . . . . . . . . . . . . .
القائل: سُفيان بن مُصعب العبدي، شاعر كوفي من أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام ، وهو من شعراء أهل البيت المتقدّمين، وقد وردت عدّة روايات في استنشاد الإمام الصادق عليه السّلام إيّاه، وأمر شيعته بتعليم شعره لأولادهم حيث قال: «يا معشر الشيعة ، علّموا أولادكم شعر العبدي ، فإنّه على دين الله» وهو يدلّ على صدق لهجته واستقامة طريقته في شعره، وكان العبدي معاصراً للسيد الحميري ت 178 هـ ، وأدرك أباداود المسترق ت 231 هـ ۳ .
التخريج: (الكافي) 8: 216 / 263 ـ الروضة.
شرح الغريب: قوله (فروَ) أي يا أُمّ فروة، فحذف أوّله ضرورة، وحذف آخر الكلمة ترخيماً، ويجوز في (فرو) النصب على لغة من ينتظر الحرف المحذوف، والرفع على لغة من لا ينتظر الحرف المحذوف، والمُراد بأمّ فروة ابنة الإمام الصادق عليه السّلام ، عدّها الشيخ المفيد والزبيري في أولاده عليه السّلام ۴ ، وأُمّها فاطمة بنت
1.وأشار الشيخ في (التبيان) إلى أنّ الوجه في (خاطب) الرفع، وأنّ الشاعر قد أقوى لأنّ القصيدة مجرورة، وهذا الوجه متين، ذلك لأنّ الإقواء جارٍ على ألسنتهم كثيراً، وهو المخالفة بين حركة الرويّ المطلق بكسر وضمّ ، قال النابغة الذبياني:
زعم البوارح أنّ رحلتنا غداً
وبذاك حدّثنا الغُدافُ الأسودُ
لا مرحباً بغدٍ ولا أهلاً به
إن كان توديع الأحبّة في غدِ
راجع ديوان النابغة: ۳۸، ولعلّ البيت الذي ذكرناه لا يخرج عن هذا الإطار.
2.أي فخاطبني وأجبني عن سؤالي.
3.راجع الغدير / الأميني ۲ : ۲۹۴ .
4.الإرشاد / المفيد۲: ۲۰۹، نسب قريش / الزبيري: ۶۳.