الشواهدالشعرية ومناسباتهافي الكتب الأربعة الحديثيّة - الصفحه 63

الرؤوس كذلك، والعطف على الموضع جائزمشهور في لغة العرب...(وأورد الشاهد).
ولابدّ من الإشارة إلى أنّ هذا البيت رُوي بخفض حرف الروي (ولا الحديدِ) وبعده أبيات مجرورة، وهي:

أكلتم أرضنا فجرزتموها۱-فهل من قائم أو من حَصيدِ
فَهَبنا أُمّةً ذهبت ضَياعاً-يزيدُ أميرها وأبو يزيدِ
أَتَطْمَعُ في الخلود إذا هلكنا-وليسَ لنا ولا لك من خُلُودِ
ذروا خونَ الخلافةِ واستقيموا-وتأميرَ الأراذل والعبيدِ
وأعطونا السَّويةَ لا تَزُرْكُم-جُنودٌ مُردفاتٌ بالجنودِ
ولا يخفى أنّه لا شاهد في هذا البيت على هذه الرواية، وذلك مردودٌ بكونه من شواهد سيبويه والزجّاج وابن هشام والرضي الأسترآبادي وغيرهم، وقد رووه منصوباً، واستدلّوا به على جواز حمل المعطوف على موضع الباء وما عملت فيه، وهو نفس الغرض الذي ذكرناه أوّلاً، ورواية الخفض تبطل الاستدلال والغرض، وذكر الأنباري أنّ من زعم أنّ الرواية (ولا الحديد) بالخفض فقد أخطأ، لأنّ البيت الذي بعده:

أديروها بني حربٍ عليكم-ولا ترمُوا بها الغَرَضَ البعيدا
وقالوا: إنّ سيبويه قد سمع من العرب مَن يُنشد هذا البيت بالنصب، فكان إنشاده حجّة.
ووافق بعض العلماء بين الروايتين، باعتبار البيت من قصيدتين مختلفتين؛ واحدة مخفوضة الرويّ، واُخرى منصوبة، وقال إنّ ذلك أمرٌ لا يُنكر لأنّ الشعراء قد

1.جرز الشي ء: قطعة واستأصله، وفي رواية: فجردتموها.

الصفحه من 120