الشواهدالشعرية ومناسباتهافي الكتب الأربعة الحديثيّة - الصفحه 65

والقرطبي في تفاسيرهم، وياقوت في (معجم البلدان) وغيرهم ۱ .
شرح الغريب: البيت من قصيدة قالها الشاعر حينما حمل صدقات قومه إلى أبي بكر ، وقد روى بعض أبياتها ياقوت في (معجم البلدان) ورهينة: اسم رجل، والذي في (الكافي): رهيبة، ولم أجده في أعلام العرب رجالهم ، فأثبتّه وفقاً لما اتّفقت عليه المصادر. والصمد: السيد المصمود إليه في الحوائج، وقيل: الكامل الذي لا عيب فيه.
الشاهد فيه: قوله (الصمد) أي المصمود إليه ، أو المقصود في الحوائج، وقد استشهد به الشيخ الكليني في باب تأويل الصمد بعد حديث داود بن القاسم الجعفري ، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام : جعلت فداك، وما الصمد؟ قال: «السيّد المصمود إليه في القليل والكثير». وحديث جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام ـ في حديث ـ قال عليه السّلام : «فهو واحد صمد قُدّوس، يعبده كلّ شي ء، ويصمد إليه كلّ شي ء ، ووسع كلّ شي ء علماً».
قال الشيخ الكليني رحمه الله : فهذا هو المعنى الصحيح في تأويل الصمد، لا ما ذهب إليه المشبّهة أنّ تأويل الصمد المصمت الذي لا جوف له، لأنّ ذلك لا يكون إلا من صفة الجسم، والله جلّ ذكره متعالٍ عن ذلك، وهو أعظم وأجلّ من أن تقع الأوهام على صفته، أو تدرك كنه عظمته.
ولو كان تأويل الصمد في صفة الله عزّ وجلّ المصمت، لكان مخالفاً لقوله عزّ وجلّ: ليسَ كَمِثلِه شي ء۲ لأنّ ذلك من صفة الأجسام المصمتة التي لا أجواف لها، مثل الحجر والحديد وسائر الأشياء المصمتة التي لا أجواف لها، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

1.مجاز القرآن / أبو عبيدة۲: ۳۱۶ / ۹۵۱، الأمالي / القالي۲: ۲۸۸، تفسير الطبري ۳۰ : ۲۲۴ ، التبيان / الطوسي۱۰: ۴۳۱، مجمع البيان / الطبرسي۱: ۸۵۷، تفسير القرطبي۲۰: ۲۴۵ معجم البلدان / ياقوت الحموي ـ عتكان ـ ۴: ۹۳، شعراء النصرانية / لويس شيخو ۲ : ۳۶ ، مرآة العقول / المجلسي۲: ۶۳.

2.سورة الشورى: ۴۲ / ۱۱.

الصفحه من 120