معهم في سفر، فرجعوا ولم يرجع، فسألتهم عنه، فقالوا: مات، فسألتهم عن ماله فقالوا: ما ترك مالاً، فقدّمتهم إلى شريح فاستحلفهم، وقد علمت أنّ أبي خرج ومع مال كثير، فقال لهم: «ارجعوا»، فرجعوا، وعلي عليه السّلام يقول هذا البيت. ثمّ قال: «ما يغني قضاؤك يا شريح! والله لأحكمنّ فيهم بحكم ما حكم به أحد قبلي إلا داود النبي عليه السّلام ...» إلى آخر الحديث ، وفيه أنّه عليه السّلام فرّق بين الخصوم، فكان أوّل من فرّق بينهم في تاريخ الإسلام، ثمّ دعاهم فرادى، حتى أقرّوا بالقتل، فألزمهم المال والدم.
وروى الحديث مختصراً الميداني في (مجمع الأمثال) ۱ ، وأبو هلال العسكري في (الأوائل) و(جمهرة الأمثال) ۲ ، وقال: أراد أنّه قصّر ولم يستقصِ، كتقصير صاحب الإبل في تركها، واشتماله ونومه.
والحديث مرويّ عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام بتفصيل أكثر في كثير من مصادر الحديث ۳ .
[ 30 ][الكامل]
أنْعِقْ بضَأنِكَ يا جَريرُ فإنّما-مَنّتكَ نَفْسُكَ في الخَلاءِ ضَلالا
القائل: الأخطل، وهو غياث بن غوث بن الصلت التغلبي النصراني، والأخطل لقبه، مشتق من الخَطَل: وهو استرخاء الاُذنين، وقيل: لقّبه به كعب بن جُعيل الشاعر لبذاء ته وسلاطة لسانه، ونشأ الأخطل في أطراف الحيرة على النصرانية ومات عليها، وكان منقطعاً إلى حكّام بني أميّة، مقدّماً عندهم، فقد مدح معاوية وابنه يزيد، وهجا الأنصار(رضي الله عنهم) بسببه، ونادم عبدالملك بن
1.مجمع الأمثال / الميداني۲: ۴۰۷.
2.الأوائل / العسكري: ۱۴۳، جمهرة الأمثال / العسكري۱: ۹۳ / ۷۹.
3.راجع الكافي۷: ۳۷۱ / ۸، الفقيه۳: ۱۵ / ۴۰، التهذيب۶: ۳۱۶ / ۸۷۵، المناقب / ابن شهر آشوب۲: ۳۷۹، الإرشاد / المفيد۱: ۲۱۵، الوسائل / الحرّ العاملي۲۷: ۲۷۹ / ۱.