الشواهدالشعرية ومناسباتهافي الكتب الأربعة الحديثيّة - الصفحه 9

التي ألمّت بهم، والتقاليد الاجتماعية السائدة بينهم.
وفي صدر الإسلام أصبح الشعر إحدى أهمّ أدوات الإعلام الفعّالة التي تقف إلى جانب السيف للذود عن الدعوة الإلهية الحقّة ورفع راية التوحيد وبسطها على وجه المعمورة، حتى أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله قال في شعراء الصدر الأوّل: «هؤلاء النفر أشدّ على قريش من نضح النبل» ۱ وفي رواية: «والذي نفسي بيده، لكأنّما ينضحونهم بالنبل» ۲ .
وترك الرعيل الأوّل من الشعراء الإسلاميين ديواناً شعرياً حافلاً بذكر الوقائع والفتوحات والأحداث المهمّة والخطيرة التي مرّت بها الدعوة الإسلامية في عصرها المتقدّم.
وكان في طليعة اُولئك الشعراء شيخ البطحاء وعمّ سيد الأنبياء أبو طالب رضي الله عنه الذي انبرى للدفاع عن رسالة التوحيد وإعلاء مبادئها، وعبّر عن عمق نصرته ومحبّته وولائه للرسول صلّى الله عليه و آله ورسالته في أيّامها الأولى وإرهاصاتها المبكّرة .
وبعد توسّع الفتوح الإسلامية واختلاط العرب بغيرهم من الأقوام المجاورة، شاع اللحن على الألسن وفشا في أوساط الناس، فوضع أبو الأسود الدؤلي قواعد النحو العربي ونقّط المصحف نقاط الإعراب، ليقوّم ما فسد من اللسان ويحافظ على لغة القرآن.
وقد فعل أبو الأسود ذلك بتلقين من أمير المؤمنين علي عليه السّلام ، وهو أوّل من سنّ العربية ووضع قواعد نحوها، وألقى أُصوله وجوامعه إلى أبي الأسود الدؤلي، باتّفاق

1.العمدة / ابن رشيق۱: ۹۲.

2.مجمع البيان / الطبرسي۷: ۳۲۶.

الصفحه من 120