تتميم النظر في التقديم لمقتضب الأثر - الصفحه 287

مقتضب الأثر في (النصّ على الأئمّة) ۱ الاثني عشر

بِسمِِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم
الحمد لله المبتدي خلقه بالنعم ، وإيجادهم بعد العدم ، والمصطفي منهم من شاء في الأمم ، حججاً على سائر الأمم ، وبمحمّد صلّى الله عليه و آله ختم ، وبالأئمّة من بعده النعمة أتمّ ، مصابيح الظلم ، وينابيع الحكم ، صلى الله عليهم وسلّم وكرّم ، فجعلهم الله تبارك وتعالى من حججه الماضين أبدالاً ۲ ، وضرب لهم في كتابه أمثالاً .
فقال جل اسمه : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً۳.
وقال : فَانفَجَرِتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً۴.
وقال : وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً۵.
ثمّ قرنهم رسول الله بكتاب ربّه ، جعلهم قرناء ه ، وعليه أُمناء ه . فقال : «إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتابَ الله ، وعترتي أهلَ بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علَيَّ الحوض» ، فجعل حكمهما في الطاعة وفي الاقتداء بهما واحداً .
ثمّ أعلمنا صلّى الله عليه و آله أسماء هم عليهم السّلام وأنباء هم ، وأوقفنا على أعيانهم وأزمانهم ، وجعل ثاني عشرهم قائمهم عليه السّلام كما كان هو للأنبياء خاتمهم .

1.في (ط) : «. . . في عدد الأئمّة . . .» .

2.يقول الجلالي : كذا مقتضى النسق والسجع ، وكان في النسخ «أبد الآبدين» فلاحظ . وفي (ج) : الميامين ، بدل «الماضين» .

3.سورة التوبة : ۹ ، الآية ۳۶ .

4.سورة البقرة : ۲ ، الآية ۶۰ .

5.سورة المائدة : ۵ ، الآية ۱۲ .

الصفحه من 343