تتميم النظر في التقديم لمقتضب الأثر - الصفحه 295

عبدالرحمن بن صالح بن رعيدة ۱ قال: حدّثني الحسين بن حميد بن الربيع ، قال : حدّثنا الأعمش ، عن محمّد بن خلف الطاطري ، عن زاذان ، عن سلمان قال :
دخلت على رسول الله صلّى الله عليه و آله يوماً فلما نظر إليَّ قال : «يا سلمان ان الله عزّ وجل لم يبعث نبيّاً ولا رسولاً إلا جعل له اثنى عشر نقيباً» .
قال: قلت له : يا رسول الله ! لقد عرفت هذا من أهل الكتابين . قال : «يا سلمان فهل علمتَ مَنْ نقبائي الاثنا عشر الّذين اختارهم الله للإمامة من بعدي ؟» فقلت : الله ورسوله أعلم ! قال : «يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ، ودعاني فأطعته وخلق من نوري نور عليّ عليه السّلام فدعاه إلى طاعته فأطاعه ، وخلق من نوري ونور عليّ فاطمة فدعاها فأطاعته ، وخلق منّي ومن عليّ وفاطمة الحسن والحسين فدعاهما فأطاعاه ، فسمّانا الله عزّ وجل بخمسة أسماء من أسمائه ، فالله محمود وأنا محمّد ، والله العليّ وهذا عليّ ، والله فاطر وهذه فاطمة ، والله ذو الإحسان وهذا الحسن ، والله المحسن وهذا الحسين ، ثمّ خلق منّا ومن نور الحسين تسعة أئمّة فدعاهم فأطاعوه ، قبل أن يخلق الله عزّ وجل سماء اً مبنيّة ، أو أرضاً مدحيّة ، أو هواء اً وماء اً أو ملكاً أو بشراً ، وكنّا بعلمه أنواراً نسبّحه ونسمع له ونطيع» .
فقال سلمان : قلت : يا رسول الله ! بأبي أنت وأمي ، ما لمن عرف هؤلاء ؟
فقال : «يا سلمان ! مَنْ عرفهم حقّ معرفتهم واقتدى بهم ، فوالى وليّهم وتبرأ من عدوّهم فهو والله منّا يرد حيث نرد ، ويسكن حيث نسكن» .
قال: قلت: يا رسول الله ، فهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم؟
فقال : «لا ، ياسلمان» .
فقلت : يا رسول الله فأنى لي لجنابهم ۲ ؟ قال : «قد عرفت إلى الحسين ،

1.في (ط) : حدّثنا .

2.في (ق) : رغيد .

الصفحه من 343