منزلي تأملته فرأيت كتاباً لا أدري من أيّ شي هو ؟ ولا أدري الّذي كتب به ما هو ؟ إلا أنّه ينطوي كما تنطوي الكتب ، فقرأت فيه : باسم الاول لا شي قبله ؛ لا تمنعوا الحكمة أهلها فتظلموهم ، ولا تعطوها غير مستحقها فتظلموها ، ان الله يصيب بنوره من يشاء والله يهدي من يشاء والله فعّال لما يريد ، بسم الأول لا نهاية له ، القائم على كل نفس بما كسبت ، كان عرشه على الماء ثمّ خلق الخلق بقدرته ، وصوّرهم بحكمته وميّزهم بمشيئته كيف شاء وجعلهم شعوباً وقبائل وبيوتاً لعلمه السابق فيهم ، ثمّ جعل من تلك القبائل قبيلة مكرمة سمّاها قريشاً ، وهي أهل الإمامة ، ثمّ جعل من تلك القبيلة بيتاً خصّه الله بالبناء والرفعة ، وهم ولد عبدالمطلب حفظة هذا البيت وعمّاره وولاته وسكانه ، ثمّ اختار من ذلك البيت نبيّاً يقال له محمّد ويدعى في السماء أحمد ، يبعثه الله تعالى في آخر الزمان نبيّاً ولرسالته مبلغاً ، وللعباد إلى دينه داعياً ، منعوتاً في الكتب تبشر به الأنبياء ، ويرث علمه خير الأوصياء ، يبعثه الله وهو ابن أربعين عند ظهور الشرك وانقطاع الوحي وظهور الفتن ، ليظهر الله به دين الاسلام ويدحر ، به الشيطان ، ويعبد به الرحمن ، قوله فصل ، وحكمه عدل ، يعطيه الله النبوة بمكّة والسلطان بطيبة ، له مهاجرة من مكّة إلى طيبة وبها موضع قبره ، يشهر سيفه ويقاتل من خالفه ، ويقيم الحدود فيمن اتبعه وهو على الأمة شهيد ولهم يوم القيامة شفيع ، يؤيّده بنصره ؛ ويعضده بأخيه وابن عمه وصهره وزوج ابنته ووصيّه في أمته بعده ، وحجّة الله على خلقه ينصبه لهم علماً عند اقتراب أجله ، هو باب الله فمن أتى الله من غير الباب ضلّ ، يقبضه الله وقد خلّف في أمته عموداً بعد أن يبينه لهم ، يقول بقوله فيهم ، ويبينّه لهم هو القائم من بعده والإمام والخليفة في أمته ، فلا يزال مبغوضاً محسوداً مخذولاً ومن حقه ممنوعاً لأحقاد في القلوب ، وضغائن في الصدور ، لعلوّ مرتبته وعظم منزلته وعلمه وحلمه ، وهو وارث العلم ومفسّره ، مسؤول غير سائل عالم غير جاهل ، كريم غير لئيم ، كرّار غير