تتميم النظر في التقديم لمقتضب الأثر - الصفحه 305

فقال له عليّ عليه السّلام : أما أنتم فتقولون : إنّ أول عين فاضت على وجه الأرض عين اليقور ۱ ، وهي العين التي تكون في بيت المقدّس ، وليس هو كما تقولون ، ولكنّهما عين الحياة الّتي وقف عليها موسى بن عمران وفتاه ، ومعهم النون المالحة فسقطت فيها فحييت ، وكذلك ماء تلك العين لا يصيب شيئاً منها إلا حيى ، وكذلك كان الخضر عليه السّلام على مقدمة ذى القرنين في طلب عين الحياة فأصابها الخضر عليه السّلام فشرب منها ۲ ، وجاء ذو القرنين يطلبها فعدل عنها . قال : صدقت ، والّذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتاب أبي هارون بن عمران كتبه بيده وإملاء موسى بن عمران .
قال : فأخبرني عن الثلاث الأُخَر ، أخبرني عن محمّد ، كم له من إمام ؟ وأيّ جنة يسكن ، ومن ساكنها معه في جنته ؟ وعن أول حجر هبط إلى الأرض؟
فقال عليّ عليه السّلام : يا هاروني ، إنّ لمحمّد صلّى الله عليه و آله اثنا عشر إماماً عدلاً ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ، ولا يستوحشون لخلاف من خالفهم ؛ أرسب في الدين من الجبال الراسيات في الأرض .
وان مسكن محمّد صلّى الله عليه و آله في جنة عدن الّتي قال الله عزَّ وجل كن فيها ، فكان ، وفيها انفجرت أنهار الجنة ، وسكان محمّد صلّى الله عليه و آله في جنته أولئك الاثناعشر إمام عدل .
وأول حَجَر هبط ، فانتم تقولون : هي الصخرة الّتي في بيت المقدس ، وليس كما تقولون ، ولكنه في بيت الله عزَّ وجل الحرام الذي هبط به جبرئيل إلى الأرض ، وهو أشد بياضاً من الثلج ، فاسودّ من خطايا بني آدم .

1.في (ج) : البقور .

2.كتب في (ق) و(ط) هنا : «وساخ خرشد»؟! وهي مهملة من النقط في (ط) وكتب فوقها : كذا .

الصفحه من 343