فقال له اليهودي : صدقت ، والّذي لا إله إلا هو ، إني لأجدها في كتاب أبي هارون وإملاء موسى .
فقال اليهودي : وبقيت واحدة ! وهي أخبرني عن وصيّ محمّد كَم يعيش ؟ وهل يموت أو يقتل ؟
فقال له عليّ عليه السّلام : يا يهودي ، وصيّ محمّد أنا ، أعيش بعده ثلاثين سنة لا أزيد يوماً واحداً ولا أنقص يوماً واحداً ، ثمّ ينبعث أشقاها شقيق عاقر ناقة ثمود ، فيضربني ضربة هيهنا في قرني ، فيخضب لحيتي .
قال : وبكى عليّ عليه السّلام بكاء اً شديداً ؛ قال : فصاح اليهودي ، وأقبل يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله ، وأشهد يا عليّ أنك وصيّ محمّد ، وأنه ينبغي لك أن تفوق ولا تُفاق ، وأن تعظّم ولا تستضعف ، وأن تقدّم ولا يتقدّم عليك ، وأن تطاع فلا تعصى وأنك لأحقّ بهذا المجلس من غيرك . وأما أنت يا عمر ، فلا صلّيتُ خلفك أبداً .
فقال له عليّ : كُفَّ يا هاروني من صوتك ، ثمّ أخرج الهاروني من كمّه كتاباً مكتوباً بالعبرانية ، فأعطاه عليّاً عليه السّلام فنظر فيه عليّ عليه السّلام فبكى . فقال له الهاروني : ما يبكيك ؟
قال له عليّ عليه السّلام : يا هاروني هذا اسمي فيه مكتوب . فقال له : يا عليّ ! اقرأ اسمك في أي موضع مكتوب ، فإنه كتاب بالعبرانية ، وأنت رجل عربي ؟
فقال له عليّ عليه السّلام : ويحك يا هاروني ! هذا اسمي أمّا في التوراة اسمي هابيل وفي الإنجيل حيدار . فقال له اليهودي ، صدقت ، والّذي لا إله إلا هو ، إنّه لخطّ أبي هارون ، وإملاء موسى بن عمران توارثته الآباء ۱ حتّى صار إليّ .
قال : فأقبل عليّ يبكي ويقول ، الحمد لله الّذي لم يجعلني عنده منسيّاً ، الحمد لله
1.في (ج) عن نسخة : يتوارثها الأنبياء . وفي (ط) : الأبناء والآباء .