تتميم النظر في التقديم لمقتضب الأثر - الصفحه 309

قالت : ثمّ قال لي : يا أم سليم وصيّي مَن يستغني بنفسه في جميع حالاته كما أنا مستغن، فنظرت إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله وقد ضرب بيده اليمنى إلى السقف وبيده اليسرى إلى الأرض قائماً لا ينحني في حالة واحدة إلى الأرض ؛ ولا يرفع نفسه بطرف قدميه.
قالت : فخرجت فرأيت سلمان يكتنف عليّاً عليه السّلام ويلوذ بعقوته دون من سواه مِن أسرة محمّد صلّى الله عليه و آله وصحابته على حداثةٍ من سنّه ، فقلت في نفسي : هذا سلمان صاحب الكتب الأولى قبلي صاحب الأوصياء وعنده من العلم ما لم يبلغني ، فيوشك أن يكون صاحبي ، فأتيت عليّاً فقلت : أنت وصيّ محمّد ؟ قال : نعم ، وما تريدين ؟ قلت له : وما علامة ذلك ؟ فقال : ايتيني بحصاة ؛ قالت : فرفعت إليه حصاة من الأرض فوضعها بين كفيه ؛ ثمّ فركها بيده ، فجعلها كسحيق الدقيق ؛ ثمّ عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ، ثمّ ختمها فبدا النقش فيها للناظرين ، ثمّ مشى نحو بيته فاتبعته لأسأله عن الّذي صنع رسول الله صلّى الله عليه و آله ، فالتفت إليَّ ففعل مثل الّذي فعل رسول الله صلّى الله عليه و آله فقلت : مَن وصيك يا أبا الحسن ؟ فقال : مَن يفعل مثل هذا ، قالت أم سليم : فلقيت الحسن بن عليّ عليه السّلام فقلت : أنت وصيّ أبيك ؟ هذا وأنا أعجب من صغره وسؤالي إيّاه ، مع أني كنت عرفت صفتهم الاثنى عشر إماماً وأبوهم سيدهم وأفضلهم ، فوجدت ذلك في الكتب الأولى ، فقال لي : نعم أنا وصيّ أبي ، فقلت : وما علامة ذلك ؟ فقال : ايتيني بحصاة ، قالت : فرفعت إليه حصاة من الأرض فوضعها بين كفيه ثمّ سحقها كسحيق الدقيق ثمّ عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ثمّ ختمها فبدا النقش فيها ثمّ دفعها إليَّ فقلت له : فمن وصيّك ؟ فقال مَن يفعل مثل هذا الّذي فعلت ، ثمّ مدّ يده اليمنى حتّى جاوزت سطوح المدينة وهو قائم ؛ ثمّ طأطأ يده اليسرى فضرب بها الأرض من غير أن ينحني أو يتصعد ، فقلت في نفسي : مَن ترى وصيّه ؟ فخرجت من عنده فلقيت الحسين عليه السّلام وكنت عرفت نعته

الصفحه من 343