تتميم النظر في التقديم لمقتضب الأثر - الصفحه 311

الكلام من تمام حديثها ، منهم : مينا مولى عبدالله بن عوف ، وسعيد بن جبير مولى بني أسد ، سمعاها تقول هذا ، وحدّثني سعيد بن المسيب المخزومي ببعضه عنها .
قالت : فجئت إلى عليّ بن الحسين عليه السّلام وهو في منزله قائماً يصلي ، وكان يطول فيها ولا يتحوز ۱ فيها ، وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، فجلست مليّاً فلا ينصرف من صلاته ، فأردت القيام فلما هممت به حانت مني التفاتة إلى خاتم في إصبعه ؛ عليه فصٌّ حبشي ، فإذا هو مكتوب : مكانك يا أم سليم أنبئك بما جئتني له .
قالت : فأسرع في صلاته فلما سلمّ قال لي : يا أم سليم ! ايتيني بحصاة ـ من غير أن أسأله عمّا جئت له ـ فدفعت إليه حصاة من الأرض فأخذها فجعلها بين كفيه فجعلها كهيئة الدقيق السحيق ثمّ عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ثمّ ختمها فثبت فيها النقش ؛ فنظرت والله إلى القوم بأعيانهم كما كنت رأيتهم يوم الحسين عليه السّلام فقلت له : فمن وصيك جعلني الله فداك ؟ قال : الّذي يفعل مثل ما فعلت ولا تدركين من بعدي مثلي .
قالت أم سليم : فأنسيت أن أسأله أن يفعل مثل ما ۲ كان قبله من رسول الله ، وعليّ ، والحسن ، والحسين صلوات الله عليهم ، فلما خرجت من البيت ومشيت شوطاً ، ناداني يا أم سليم ! قلت : لبيك ؛ قال : ارجعي ؛ فرجعت فإذا هو واقف في صرحة داره وسطاً ، ثمّ مشى فدخل البيت وهو يتبسم ثمّ قال: اجلسي يا أم سليم فجلست فمد يده اليمنى فانخرقت الدار والحيطان وسكك المدينة ، وغابت يده عني ، ثمّ قال : خذي يا أم سليم ! فناولني والله كيساً فيه دنانير وقرطان من ذهب وفصوص كانت لي ! من جزع في حُقّ لي كانت في منزلي ، فقلت يا سيدي أما الحُقّ فأعرفه وأما ما فيه فلا أدري ما فيه غير أني أجدها ثقيلاً ، قال : خذيها وامضي

1.في (ط) : كرّة .

2.تحوز : تنحى ، وقال المجلسي : لعله كناية عن عدم الفصل بين الصلوات وكثرة التشاغل بها .

الصفحه من 343